أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    02-Feb-2017

الاتحاد الأوروبي يسعى إلى تسريع وتيرة تحديث التجارة الحرة مع المكسيك ودول الخليج

الرياض – وكالات: ذكرت المفوضية الأوروبية أمس الأربعاء أن الاتحاد الأوروبي والمكسيك سوف يسارعان وتيرة المفاوضات لتحديث اتفاق تجارة حرة قائم من أجل إبرام صفقة طموحة واسعة النطاق. بينما حذرت وزيرة الاقتصاد الألمانية، بريجيته تسيبريس، من المخاطر التي تشكلها الإدارة الأمريكية الجديدة على الاقتصاد الألماني. ولذلك وفي هذا السياق تأمل اوروبا في احياء محادثات التجارة الحرة المتوقفة مع دول الخليج في اطار مساعيها لمواجهة التزايد «المقلق» للاتجاهات الحمائية من جانب الادارة الاميركية الجديدة، بحسب ما صرح نائب المفوضية الاوروبية يوركين كتاينين الثلاثاء.
ويأتي القرار لتسريع وتيرة المحادثات في الوقت الذي تنتهج الولايات المتحدة أجندة حمائية على نحو متزايد في عهد الرئيس دونالد ترامب. وكانت إحدى الخطوات الأولى التي اتخذها ترامب بصفته رئيساً هي الانسحاب من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ التي تضم 12 دولة. كما أنه هدد بشطب أو إعادة التفاوض في اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) المبرمة مع المكسيك وكندا.
ويبدو أيضاً أن مستقبل اتفاقية الشراكة الأطلسية للتجارة والاستثمار وهي اتفاقية قيد المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، كئيباً، بعدما أشار ترامب إلى أن الاتفاقية لن تنفذ خلال رئاسته. وسوف يعقد المفاوضون من الاتحاد الأوروبي جولتين من المحادثات في نيسان/إبريل وحزيران/يونيو لإصلاح اتفاقية التجارة الحرة الحالية التي تعود لعام 2000 إلى اتفاق أوسع في ضوء صعود أنماط تجارية عالمية.
وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون التجارة سيسيليا مالمستروم ووزير الاقتصاد المكسيكي إيلدفونسو جواخاردو في بيان مشترك: «نشهد معاً الصعود المقلق للحمائية حول العالم… ومعاً يجب أن ندعم فكرة التعاون العالمي المفتوح بوصفنا شركاء أصحاب رأي متماثل».
وبدأت المحادثات بشأن تحديث اتفاق التجارة الحرة العام الماضي. وقالت مالمستروم وجواخاردو: « سوف نسرع الآن وتيرة هذه المحادثات لجني الفوائد في أقرب وقت «. ونما التدفق التجاري بين الاتحاد الأوروبي والمكسيك بين عامي 2005 و 2015 من 26 مليار يورو (28 مليار دولار) ليصل إلى 53 مليار يورو ( 57 مليار دولار).
من جهتها حذرت وزيرة الاقتصاد الألمانية، بريجيته تسيبريس، من المخاطر التي تشكلها الإدارة الأمريكية الجديدة على الاقتصاد الألماني. وقالت تسيبريس، في تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية الصادرة أمس الأربعاء: «ما عشناه خلال الأيام العشرة الماضية منذر ومزعج. الأمور تسير في اتجاه غير سليم تماماً».
وذكرت تسيبريس أنه بالرغم من أن نصيب الولايات المتحدة من صادرات الشركات الألمانية يشكل نسبة 10% فقط مقابل 60% بالنسبة لأوروبا، فإن انتهاج واشنطن لسياسة الانغلاق ستكون ذات عواقب سيئة على الاقتصاد الألماني وبالتالي على فرص العمل.
ورداً على سؤال بشأن رد الفعل المناسب من الحكومة الألمانية، قالت تسيبريس: «يتعين علينا التحدث باستمرار. الانغلاق الذي يطمح إليه على ما يبدو (الرئيس الأمريكي) دونالد ترامب سيضر بالجميع، وبالاقتصاد الأمريكي أيضاً. بعض الأمور التي أعلنها ترامب تخالف مبادئ منظمة التجارة العالمية».
وأكد ت أن سياسة الانغلاق ستضر أيضاً المواطنين في الولايات المتحدة «لأن الاقتصاد الأمريكي معتمد على الواردات عالية الجودة».
وعن مرسوم ترامب المثير للجدل، الذي يقضي بحظر دخول مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، قالت تسيبريس: «في اقتصاد متشابك عالمياً لا ينبغي أن يكون هناك إجراءات تمييزية بناء على الدين أو الموطن الأصلي…. نأمل أن تعي الإدارة الأمريكية هذا الخطأ وتصححه».
وفي سياق المخاوف من سياسة ترامب الحمائية تأمل اوروبا في احياء محادثات التجارة الحرة المتوقفة مع دول الخليج في اطار مساعيها لمواجهة التزايد «المقلق» للاتجاهات الحمائية من جانب الادارة الاميركية الجديدة، بحسب ما صرح نائب المفوضية الاوروبية يوركين كتاينين الثلاثاء. وصرح كتاينين المسؤول عن الوظائف والنمو والاستثمارات والتنافسية في المفوضية، في مقابلة مع وكالة فرانس برس خلال زيارته العاصمة السعودية «نود احياء مفاوضات التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي».
ومحادثات التجارة الحرة التي بدأت قبل نحو 30 عاما بين دول المجلس الست والاتحاد الاوروبي متوقفة منذ عدة سنوات، بحسب كتاينين، رئيس الوزراء الفنلندي السابق. الا انه قال عقب محادثات مع مسؤولين سعوديين من بينهم وزيرا المالية والتجارة، ان الامور اختلفت الان مع «الزخم السياسي» المؤيد للمفاوضات وقال «لقد كان من الجيد ان نسمع ان السلطات هنا وكذلك في الامارات متفقون معنا .. على ان الوضع السياسي مقلق للغاية». واشار الى «تزايد الحماية» وقال «من الصحيح نوعاً ما» ان السياسات الانعزالية للرئيس الاميركي دونالد ترامب منحت دفعا لجهود التجارة الحرة التي يبذلها الاتحاد الاوروبي.
وقال إنه في حال استئناف محادثات التجارة الحرة فان ذلك «سيكون مؤشراً قوياً» للعالم بان الاتحاد الاوروبي ومجموعة دول الخليج يؤمنان بالتجارة المفتوحة. وتتزايد الحماية في الدول المتقدمة اقتصاديا ومن بينها الولايات المتحدة، حيث أصبحت العولمة تعتبر وبشكل متزايد مسؤولة عن خروج الوظائف وتدهور مستويات المعيشة.
الا ان كتاينين قال ان «الفوائد تاتي من زيادة التــــجارة». واكد على ان ضرورة «تحديث» الاقتصادات في اوروبا والخليج هو عنصر اخر يزيد من احتمالات استئناف محادثات التجارة الحرة. وعقب المقابلة توجه كتاينين لاجراء محادثات مع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يقود مساعي المملكة لاصلاح الاقتصاد.