أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    06-Sep-2020

بيلاروسيا : بين روسيا والغرب* زيان زوانه
عمان اكسشيج -
في ابتعاد عن الشأن الأردني ، علما بأن آثار " الجغرافيا السياسية " تسري في عمان كما تسري في "منسك" عاصمة بيلاروسيا التي فاز رئيسها ، ألكسندر لوكاشينكو في الإنتخابات التي جرت في 9/8 /2020 بنسبة 80% من الأصوات ، ورفضتها المعارضة ونزلت للشارع مطالبة بإعادة الإنتخابات ، ما استتبع اصطفافات خارجية مؤيدة للرئيس وأخرى مؤيدة للشارع.
 
طبعا روسيا تؤيد لوكاشينكو ، فقد صرّح الرئيس الروسي بوتين عن استعداد بلاده لتقديم الدعم العسكري له ، أما سكرتير حلف الناتو فحذرّ أن على روسيا عدم التدخل ، وأن لمواطني بيلاروسيا الحق في تقرير مصيرهم ، ومثله صرّحت المتحدثة باسم البيت الأبيض ، بينما أدان سفراء الإتحاد الأوروبي في "منسك " مهاجمة قوات الحكومة للمعارضة وطالبوا لوكاشينكو بالإستقالة وحذروا أنهم سيفرضون عقوبات على من زوروا الإنتخابات.
 
منذ تفكك الإتحاد السوفييتي والغرب يزحف ليحاصر روسيا باستمالة دوله السابقة وضمها لحلف الناتو والإتحاد الأوروبي ، ومنها بولندا وليتوانيا ولاتفيا وأستونيا المحيطين ببلاروسيا ، ما تعتبره روسيا تحد لأمنها القومي ، والغريب أن جميع هذه الدول تعتمد على وارداتها من روسيا من الغاز والنفط ، وكلها أيضا ما زالت تذكر تدخل روسيا العسكري بجورجيا في العام 2008 وإسقاط رئيسها الموالي للغرب ، وترى منذ العام 2014 مشاكل أوكرانيا الداخلية وتحريض روسيا لسكانها ذوي الأصول الروسية ، بعد أن أخذت جزيرة القرم منها .
 
بيلاروسيا تعني لروسيا ما تعنيه كوبا لأمريكا بتشابك الجعرافيا بالأمن ، لذلك روسيا "بوتين" لن تتخلى عن بيلاروسيا ، ليس حبا وإعجابا برئيسها ، بل لأنها لن تسمح لحلف الناتو أن يمركز قواته فيها قريبا من العاصمة موسكو ، ويدرك الغرب ذلك  ، وعليه ، يستمر الطرفان بإرسال الرسائل لبعضهما البعض ، ويستمر الغرب بدعم المتظاهرين إقلاقا لروسيا ، إلى أن يتمكن الدب الروسي من تثبيت حل وسط بين الرئيس لوكاشينكو وبينهم ، عندما يقتنع المتظاهرون أن روسيا قريبة ، بينما أمريكا بعيدة ألآف الأميال عنها ، مثلما اقتنع قبلهم الجورجيون والأوكرانيون.