أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-Jun-2020

شركة تركية لصناعة محطات عائمة لتوليد الكهرباء تتطلع إلى السوق الليبي

 أ ف ب: قبل أربع سنوات، كانت ناقلات تركية تشحن فحماً أو حصىً أو رملاً… واليوم، صارت تحمل محطات توليد طاقة كهربائية جاهزة للعمل خلال أسابيع قليلة في أي مكان من العالم.

وبينما أسفرت أزمة تفشي وباء كورونا وتنامي نزاعات في الشرق الأوسط عن توقف أجزاء واسعة من النشاط الاقتصادي أو خلقت حالة من انعدام اليقين، فإنّها فتحت الأبواب أمام فرص جديدة لمحطات الطاقة التركية العائمة.
منذ نحو 15 عاماً، تعمل شركة «كرباورشيب» في بناء محطات توليد كهرباء عائمة عبر إعادة تجهيز سفن لنقل البضائع. فصارت تملك أسطولا من 25 قطعة وأضحت أحد أعمدة هذا القطاع.
ومن المفارقات أنّ أزمة الوباء التي شلّت النشاط في شركات عدة، كان لها أثر عكسي على الشركة التركية إذ ألقت الضوء على منافع المحطات العائمة ومهل التسليم التي تصعب منافستها كونها لا تتخطى الستين يوماً.
فقد عقدّت القيود التي فرضت لأشهر عدّة في عدد كبير من دول عالم مسارات إتمام مشاريع الطاقة الكلاسيكية التي تحتاج إلى سنوات عدّة في الأوقات العادية.
وتشير زينب هاريزي، المديرة التجارية في «كرباورشيب»، إلى أن «الاعتمادات جُمّدت وسط عجز الموَرِّدين عن الالتزام بالمهل وعجز العمال عن العمل في مواقع» البناء.
وتضيف في مقابلة «الطلب على ناقلاتنا-المحطات ارتفع. ونحن الآن في طور التفاوض مع أكثر من عشر دول أعربت لنا عن احتياجات طارئة لديها».
ويعود بروز المحطات العائمة، وهي تسمى بالانكليزية «باور شيبس»، إلى ثلاثينات القرن الماضي. ومبدؤها بسيط: تحويل ناقلة بضائع إلى محطة عائمة، فتبحر نحو وجهتها حيث يتم ربطها بشبكة الطاقة المحلية بهدف تغذيتها.
وتنتشر 19 سفينة لـ»كرباورشيب» في 11 دولة بين افريقيا والشرق الأوسط وآسيا، وأيضاً في كوبا. وتمنح هذه السفن نصف الطاقة الكهربائية في دول عدة في غرب إفريقيا، هي غينيا-بيساو وغامبيا وسييراليون.
وتمت ملاءمة هياكل هذه السفن مع حاجات الدول التي تفتقر إلى القدرات المناسبة لمواجهة طلب الطاقة المتنامي أو تضرّرت بنيتها التحتية نتيجة نزاعات.
في هذا الإطار، كان من شأن الحرب الليبية التي انخرطت فيها تركيا عبر دعم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة والتي تتخذ من طرابلس مقرّا، أن تمنح فرصاً للشركة الرائدة التي تجري مفاوضات لإرسال عدد من ناقلاتها إلى الشواطئ الليبية، وفق الصحافة التركية.
وهذا الشهر أرسلت أنقرة وفداً مهماً إلى طرابلس يرأسه وزيرا الخارجية والمال.
ويعتبر سونر كابتاغاي من «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» أن «القوة الموجّهة الأساسية لتدخل تركيا في ليبيا (…) هي الرغبة في أن تكون لها كلمتها في العقود المستقبلية في هذه الدولة»، وخصوصا العقود الخاصة بقطاعات الطاقة.
ومن دون تأكيد الأنباء حول المفاوضات، عبرت «كرباورشيب» عن استعدادها لإرسال محطات عائمة «بدءً من هذا الصيف» من شأنها توفير ألف ميغاواط، أي «ثماني ساعات إضافية من الكهرباء» يومياً في دولة تعاني من انقطاعات كهربائية متواترة.
وبهدف الايفاء بمواعيد التسليم، تعمل الشركة التركية على بناء محطات عائمة قبل حصولها على طلبات. وهذا جانب من المخاطرة المحسوبة.
وتقول هاريزي «الآن، لدينا مليار دولار في المرفأ»، في إشارة إلى المحطات الست ذات الأحجام المختلفة الراسية في حوض في شمال غرب تركيا، في انتظار توقيع عقود جديدة.
ويوضح دنيز يلتشيندا المهندس في الشركة أنه «في العادة، ثمة حاجة إلى 18 شهرا لبناء محطة عائمة. ولكن بما أنّنا نعمل بشكل متواصل، فإنّ الأمر يحتاج إلى ستة أشهر فحسب».
في المقابل، يعتبر عدد من المراقبين أنّ المحطات العائمة تمثّل حلولاً موقتة في أفضل الأحوال، خصوصا للدول ذات البُنى التحتية غير الوافية أو المتقادمة.
وإذ تعرب هاريزي عن الأسف إزاء ما تسميه «العائق النفسي»، فإنّها تشير إلى أنه في مقدور السفن البقاء في مكانها لمدة 25 عاماً.
وفي هذه المرحلة، تتطلع الشركة إلى آفاق طموحة وتسعى إلى مضاعفة حجم أسطولها في السنوات الخمس المقبلة، وسط سعيها إلى العمل ضمن دول متقدمة.