أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-Jul-2018

السلفادور تتطلع إلى إحياء تراث زراعة الكاكاو العريق ليصبح «منتج المستقبل»

 د ب ا: عندما اشترى المهاجر الألماني هيرمان هيشت وابن أخيه مزرعة في السلفادور في أواخر القرن التاسع عشر، كرسا حياتهما لزراعة البن الذي كان يتم تصديره بنجاح إلى أوروبا والولايات المتحدة.

كما تم تخصيص مساحات صغيرة من الأرض داخل هذه المزرعة الكائنة تحت سفح بركان إيزالكو، على بعد 60 كيلومترا غربي العاصمة سان سلفادور، لزراعة أشجار الكاكاو لاستخدام حبوبها للاستهلاك المحلي.
وبعد مرور أكثر من مئة عام من الزمان يسعى الآن رافاييل تريجغورس هيشت وهو سليل عائلة هيشت المهاجر الألماني، لتوسيع نطاق زراعة الكاكاو الذي يرى أن المسؤولين في السلفادور أهملوه.
ويقول تريغورس هيشت وهو مهندس زراعي «إننا نتحدث عن إعادة ميلاد الكاكاو، لأنه كان يتم زراعة الكاكاو منذ ثلاثة آلاف عام في هذه المناطق من السلفادور» المعروفة باسم لوس إيزلاكوس، والكائنة تحت سفح البركان.
وقبل أن يصل الغزاة الإسبان إلى الأمريكيتين منذ أكثر من خمسة قرون، كان الكاكاو يعد نباتا مقدسا بالنسبة للسكان المحليين بالمكسيك وغواتيمالا والسلفادور حيث كانت تزدهر حضارة المايا القديمة.
ولتأكيد أهمية هذا المحصول يقول مايكل كو أستاذ علم الإنسان الاجتماعي في جامعة ييل الأمريكية إان «الشوكولاتة وحضارة المايا كانتا تسيران يدا بيد».
وثمة دلائل على أن أبناء حضارة المايا القديمة كانوا يعدون شراب الشوكولاتة في وقت مبكر يرجع إلى 2500 عام مضت، بل إن بعض الدلائل تشير إلى أن طريقة معالجة حبوب الكاكاو كانت معروفة بالفعل عام 1200 قبل الميلاد.
ويوضح البروفسور كو أن أفضل المناطق لزراعة أشجار الكاكاو هي تاباسكو في المكسيك، ومنطقة سوكونوسكو الكائنة بين المكسيك وغواتيمالا، وسوشيتبكويز في غواتيمالا، ولوس إيزالكوس في السلفادور.
وكان السكان المحليون في حضارة المايا يعلمون خصائص الكاكاو كمحفز للطاقة، كما كانت تستخدم حبوب الكاكاو كعملة لتبادل السلع مثل الأطعمة والملابس.
وتم عام 1574 تشييد رصيف ميناء في مدينة أكاخوتلا غربي السلفادور والمطلة على المحيط الهادي، حيث لا تزال تجمعات السكان الأصليين تحتفظ بالنمط التقليدي لحياتهم، وكانت السفن الإسبانية تبحر من هناك محملة بالبن والكاكاو، باعتبار أن هذه الحبوب هي المنتجات الأكثر قيمة في ذلك الزمان حيث أن هذا الإقليم لم يكن ينتج الذهب أو الفضة.
ومع ذلك زرع الإسبان البن وقصب السكر في لوس إيزالكوس بدلا من الكاكاو، كما أن الإقليم ضربته انفجارات بركانية عامي 1722 و 1745، مما أدى إلى مزيد من تقليص المساحات المزروعة بالكاكاو في المنطقة.
ويقول تريغورس هيشت إنه تم «التخلي عن» زراعة الكاكاو في السلفادور لعدة قرون، ويرجع السبب في ذلك إلى أنه « لم تول أية حكومة اهتماما به».
واتخذ هيرمان هيشت العم الأكبر لتريغورس هيشت الخطوة الأولى في إقامة مشروع تجاري، عن طريق المشاركة في تأسيس مشروع ناجح لتجارة الحديد، كما اشترى هيشت وابن أخيه برونو وهو جد تريغورس هيشت أرضا زراعية خصبة في لوس إيزالكوس، وقاما بزراعة البن وقصب السكر والتبغ والخضراوات، ولكن حصة الكاكاو من هذه الزراعات كانت صغيرة.
ولا يزال محصول الكاكاو نادر الزراعة في السلفادور وفقا لما يقوله تريغورس هيشت الذي أسس جمعية تعاونية لإحياء تراث المايا القديم في زراعة الكاكاو.
وتضم الجمعية التعاونية التي يبلغ عمرها عشرة أعوام وتسمى أكثر من 60 مزرعة يتم فيها زراعة الكاكاو بالطرق الحديثة، وتنتج الجمعية التي يعمل بها أكثر من 200 عامل نحو 23 طنا من الكاكاو سنويا.
ويوضح تريغورس هيشت أنه يتم زراعة نوع محلي من الكاكاو يعرف باسم كاكاو كريولي القديم الذي يرجع إلى عصر حضارة المايا.
ويقول «إننا نصدر الكاكاو بالفعل وليس مجرد الحبوب كما كان الحال من قبل، وإنما مسحوق الكاكاو المصنع»، مؤكدا على الفوائد الصحية لهذا النبات وقيمته في الحفاظ على الأنظمة البيئية المحلية.
وتتوجه الصادرات ، التي لا تزال على مستوى متواضع ، إلى الولايات المتحدة وبلجيكا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا ودول أخرى معروفة بتصنيع الشوكولاتة الصافية.
ومن ناحية أخرى يعاني البن وهو أحد المنتجات الرئيسية في السلفادور من أزمة، بعد انخفاض أسعاره وتعرض نباتاته للأمراض.
ويرى تريغورس هيشت أن محصول الكاكاو يمكن أن يساعد على تنويع المحاصيل الزراعية في السلفادور ويتيح فرصا للعمل.
ويقر بأن صناعة الكاكاو في السلفادور لا تزال في مراحلها الأولى، برغم المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة حاليا لمزارعي الكاكاو، وبرغم أن حكومة السلفادور بدأت تولي هذه الصناعة بعض الاهتمام.
غير أنه يصر على أن «الكاكاو هو منتج المستقل القريب».