عمان اكسشينج -

ماراثون المفاوضات العالمية حول اتفاق إيران النووي بدأ بقيادة أمريكا بمرحلة الإعلام ثم بالقصف الصاروخي ، بعد اتخاذ أمريكا عدة قرارات أهمها : تخفيف قيود دخول الدبلوماسيين الإيرانيين لأمريكا ، وإبلاغها الأمم المتحدة بعدم معارضتها لوقف المنظمة الدولية لعقوباتها على إيران ، وقبولها لدعوة أوروبية لمجموعة 5 + 1 للتباحث حول الإتفاق النووي .  

 

وظفت إدارة بايدن الملف النووي الإيراني ومؤتمري مجموعة السبع وميونيخ للأمن لتأكيد أهم محاور سياستها المتمثلة بعودة أمريكا للقيادة العالمية ضمن أولوياتها الجديدة المعلنة ، ما يستتبع بالضرورة متابعة قراراتها وانعكاساتها على العالم وفيما يتعلق بنا في الأردن.  

 

كما نعلم كان الإتفاق الإيراني النووي حصيلة خمسة سنوات من المفاوضات ، ويخطأ من يعتقد أن إعادة التفاوض الآن سيكون سريعا ، بل قد تستمر المفاوضات سنوات أخرى ما بين " إقبال وإدبار وتحريض " قبل أن توشح مجموعة 5 +1 بتواقيعها أي اتفاق يخرج عنها ، إلا أن هذا يعطينا في الأردن فرصة للمتابعة وإعادة التموضع الذي بدأ فور إعلان فوز بايدن ، والإستدارة في إعادة هندسة علاقاتنا العربية والإقليمية والدولية . 

 

لكي لا تشهد عملية إعادة هندسة علاقاتنا الخارجية خاصة العربية والإقليمية دورانات حادة ، علينا بالضرورة أن نستعد للتحرك خطوة أو خطوات محسوبة على ضوء القرارات المعلنة حتى الآن ، وما ينتج عن مفاوضات الملف ، خاصة أنها ستكون مفاوضات بطيئة متذبذبة على شكل N ، ومما يساعدنا في ذلك ، أن موضع القبول الإيجابي الذي نتمتع به ولحظته التاريخية ، مصحوبا بإعادة تموضع سلبي لبعض الدول ، عربية وإقليمية ، حالة مرئية لا تخطئها عين ، ما يعطي الأردن قوة دفع إيجابية لتحقيق أفضل النتائج وإمكانية ترسيخها بإتفاقيات قدر المستطاع .  

 

دمشق وبغداد أول عاصمتان عربيتان ينبغي لنا الإستعداد لخطوات عملية معهما ، فالتأثير الإيراني هناك عنصر فاعل . الحكومة ممثلة برئيسها مؤهلة تماما لتكون رأس الحربة لاستعادة بعض الأدوار التي طالما حصد الأردن نتائجها الطيبة .  

 

اللحظة تاريخية والفرصة مهيأة ، وعلى الحكومة أن تهيأ الأدوات ، فالقرارات ليس بفحواها فقط وإنما بتوقيتاتها.