القمح وأخواته من الحبوب هو "الأمن الغذائي"، وبدون قمح وذرة وشعير وعدس وفول وحمص وغيره من الحبوب، لا يمكن لدولة على وجه البسيطةالادعاء بأنها تتوفر على أمن غذائي لمواطنيها.

 

هذه الحبوب هي السلع الغذائية الاستراتيجية التي يمكن حفظها لسنوات دون تلف، وهي غذاء، للإنسان والحيوان معاً، يجدها في أزمنة الشدة والرخاء على حد سواء .

 

أيام زمان كان الأردن مصدرا للقمح وكانت سهول حوران والبلقاء ومادبا والكرك والبادية عموما منبع خير لإنتاج القمح وأخواته، وكانت البركة من الله سبحانه عنوانا للبيادر والخوابي وكان شعبنا سعيدا بالمواسم التي تعطي مؤونة خير له ولعرب كثيرين.

 

اليوم نحن نهدر كميات كبيرة من مياه الري التي وبالكاد نتدبرها، على زراعات بسيطة غير قابلة للتخزين، ونهمل زر اعة الحبوب بالذات في غور الأردن ومناطق البادية، وحجتنا شح المطر.

 

تقول الدراسات أن الله يجود علينا في المعدل سنويا بأكثر من ثمانية مليارات متر مكعب من ماء المطر، في وقت تبلغ فيه طاقة سدودنا ٣٢٥ مليون متر مكعب فقط!.

 

ليس سرا أننا وعلى مدى عقود طويلة أهملنا أهمية الماء في حياة الإنسان ولم نبن سدودا كافية كان يمكن أن تجعل من بلدنا واحات خير لإنتاج الحبوب والثروة السمكية والزراعية والسياحية والجمالية، َ والأهم، تغنينا عن استجداء الماء من أي كان خلال شهور الصيف.

 

لم يفت الوقت بعد، فلدينا موازنة جديدة يمكن أن نخصص فيها أموالا كافية لإقامة حفائر في باديتنا التي نسميها. صحراء، وبناء سدود صغيرة بجهود وطنية ذاتية عند كل واد في اريافنا ومدننا بما فيها عمان العاصمة.

 

من لا يملك قمحه لا يملك رغيفه بل هو مستورد ولن أقول ما هو أقسى. وهنا يتجلى واجبنا جميعا للعودة إلى حيث كنا منتجين ومصدرين لا مستوردين.

 

القمح وأخواته من أهم نعم الخالق على عباده، فسبحان فالق الحب والنوى المنعم بـ ٧٠٠ حبة من حبة واحدة. وسبحان الله القائل وجعلنا من الماء كل شيء حي.

 

الماء يعني حياة، ونقصه يعني تلاشيها، فهل بعد قول الله جل جلاله قول . والله من وراء قصدي.