أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    24-Nov-2020

أذكى أنواع الحظر هو اللاحظر*رامي خليل خريسات

 الراي

تتفاوت مدارس التعامل اقتصادياً مع كورونا وترتبط بالامكانيات المادية للدول وقدرتها على تعويض القطاع الخاص والمتضررين، اقلها بما يكفي لادامة ايدي العاملين او حماية المنشآت من الافلاس.
 
خسائر القطاع الخاص بسبب الاغلاق كبيرة فمنذ بداية العام وحتى تشرين الاول /اكتوبر تراجع عدد الشركات المسجلة 51%، وفي قطاع الاقمشة والاحذية التراجع 90 %، قطاع المطاعم والمقاهي التراجع 70% وفي قطاع الصرافة بلغ 40%، وهذه الاخيرة مرتبطة بقطاع السياحة المنهار بواقع خسائر سنوية بلغت المليار دينار. هذا كله في ظل ثبات مصاريف معظم القطاعات وعدم قدرة السياحة الداخلية على تعويض ما تكبدوه.
 
حتى إن استدانت الدولة لتعويض القطاع الخاص بدل الاغلاق فهناك فئات تعمل في الاقتصاد غير الرسمي من اصحاب المصالح الصغيرة يعيشون لقوت يومهم، لا يندرجون تحت مظلة وزارة العمل او الضمان الاجتماعي، ولا توجد الية لتعويضهم او تحري صدق طلباتهم وهي تشكل فئة كبيرة من المشاريع.
 
معدلات البطالة هي الموشر الاهم هذه الايام وقد بلغت 23% وستزيد مع ظهور ارقام الربع الرابع، ومن المهم ان يلمس القطاع الخاص اجراءات تحفيزية وتعويضية عما مضى، منها جدولة القروض وزيادة مخصصاتها ومنح فترات اعفاء من اقساط البنوك، وتخفيض لرسوم العمل، وتقسيط مبالغ الضمان الاجتماعي وضريبة الدخل، ووقف التنفيذ القضائي مؤقتاً في قضايا العقارات التجارية، وربط اصحاب المشاريع بمنصات ومنافذ البيع الالكترونية. كلها اجراءات مساعدة في الحفاظ على الاعمال، وهي مرتبطة بضرورة عدم تكرار تجربة الحظر الشامل لتداعياتها الخطيرة.
 
ليكن ديدننا النهج الذي اتبعناه في محاربة فارضي الأتاوات وفي استنكارنا عشوائية استخدام السلاح وضرورة جمعه وتنظيم اقتنائه، وقد حان اوان الّا يدفع ثمن الانفلات الوقائي ما يلي: الاقتصاد والعمالة وكبار السن، فالاردن لا يستطيع كالمانيا او بريطانيا أو اميركا ان يغلق اقتصاده أو يعوض القطاع الخاص الى ما لا نهاية، لان ذلك فيه ارهاق لخزينة الدولة وتفاقم في العجز واستنزاف للعملة الصعبة.
 
الاردن تتقاذفه الاشاعات انواعها مختلفة منها تتعلق بالحظر الشامل والجزئي والذكي وهذه الضبابية لها كلفة، لذلك الاهم ابقاء الاقتصاد مفتوحاً دون قيود زمنية بل بقيود صحية، منها التباعد في المطاعم والمقاهي والاماكن العامة، وترسيخ الكمامة والتعقيم كممارسة يومية، وليكن بديل الحظر الحزم وإن تطلب ذلك الانتشار الامني في كافة مناطق المملكة لتجريم ومخالفة المستهترين بارواحهم وعائلاتهم، تلك الفية سامحها الله التي نراها صباح مساء دون تباعد ودون كمامات وهناك من يضعها كلحية اسفل الذقن.
 
دعوا الاقتصاد يعمل ولا تدعوا المستهترين دون كمامات يسرحون، حيث الدول التي استطاعت تسطيح المنحنى هي التي ابقت الافواه محمية بكماماتها وهو ما ينسجم مع توجيهات سيد البلاد الاخيرة.