بشرى سارة زفها مدير الإحصاءات العامة للاردنيين حول نسبة الفقر بالاردن وعدد الفقراء لدينا .مع انني استغرب التصريح وتوقيته، خاصة حول موضوع الفقر ونسبته لدينا، في وقت حاولت به الحكومة  التاخير في الاعلان عنه لأسباب عديدة وكثيرة منها الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها المواطن والتي هي بتراجع واضح خاصة على مدار السنوات الأخيرة التي ارتفعت فيها نسبة الفقر المطلق من14.4 % الى 15.7 % مما يعني عمليا وحسابيا ان ما يقارب مليون شخص ضمن خط الفقر المطلق وليس 8000 كما صرح مسؤول الإحصاءات امس.

 مستغربا كيف حصل على هذا الرقم وكيف توصل اليه؟ بعد ان اصبح حديث الجميع امس الذين وجدوا انفسهم ان اوضاعهم المعيشية من افضل الدول العربية، «طبعا المقصود هنا اعتقد اليمن وسوريا « وان ما يعيشوه اليوم هو مجرد احلام واوهام ليس واقعيا .

حيث بلغت نسبة الفقر في الأردن 56 %، بحسب استطلاع أجراه موقع «خليج أونلاين»، إذ جاء في المرتبة الثالثة على صعيد الدول العربية، بعد اليمن وسوريا على التوالي.

اعتقد ان التصريح افتقد إلى بعض التوضيح وكان يحتاج الى معايير واسس أكثر لانه لم يفرق بين أنواع الفقر والمبررات، و جاء كمن صب الكاز على النار ، او انطبق عليه المثل «اجى يكحلها قلع عينها» فيما يتعلق بموضوع الثقة بين الحكومة والشارع التي ما زالت الحكومة تعاني منها، فكلما تتقدم خطوة تعود خطوات إلى الوراء، لان مثل هذا الاعلان يحتاح الى مؤتمر واحتفال كبيرين خاصة وانه لا يوجد بيننا الا 8000 فقير فقط تسطيع اي جمعية خيرية ان تتبنى امرهم.

ولا ننسى أثره السياسي والدولي خاصة ان صندوق النقد والبنك الدوليين يتربصان لنا وفي حال سلمنا بهذه النسبة اي ال 15.7 % التي شكك بها الاردنيون عندما تم الإعلان عنها قبل أكثر من نصف عام من قبل الحكومة عندما أعلنت أيضا أن الفقر في المملكة تجاوز حاجز ال100دينار للفرد وعليه يمكن تصنيف الأسرة بأنها فقير في حال قل انفاقها الشهري عن 528 دينار على اعتبار أنها مكونة من خمسة أفراد وهو حجم الأسرة المعياري في المملكة.

وضمن هذا المضمار يمكن فهم تلميح رئيس الوزراء عمر الرزاز في شهر آذار الماضي عندما قال أمام مجلس النواب أنّ الأسرة التي يعمل فيها شخصان ليست فقيرة.

وذلك على اعتبار أن متوسط الأجور في المملكة 493 دينار شهريا وفق أرقام دائرة الإحصاءات لعام 2016.

مما يدفعنا إلى سؤال كبير بعد دمج نسبة البطالة ضمن هذه المعادلة التي اقتربت لدينا من نسبة 20 % اي أكثر من مليون ونصف المليون عاطل عن العمل فإذا قسمنا هذا العدد على الأسر الاردنية فكم شاب بلا عمل وكم سيكون نصيب كل أسرة الواحدة منهم؟ ولا ننسى تدني الاجور وعدد الذين يتقاضون رواتب متدنية لا تسد رمقا.

وقبل ان نختم علينا ان نعرف الفقر المطلق وهو عندما يعجز الإنسان عن توفير احتياجاته الأساسية اللازمة لحياته وحياة أسرته، ويندرج تحت هذه الأساسيات: الطعام والشراب، المسكن، الملبس، العلاج والتعليم.