أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Jul-2017

هل تشعر عمّان بالوحدة؟ زيان زوانة
عمان اكسشينج - 
أفرزت الديناميكية الإقليمية حتى اللحظة شكلا من التحالفات ، انعكس على محاولات قوى عربية وإقليمية خطف الأوراق الإستراتيجية الأردنية ، في سعي للإمساك بها بدلا من الأردن ، أو مشاركة الأردن بمسكها في أحسن الأحوال ، ما يضعف الدور الأردني العربي والإقليمي ، ولن أبالغ إن قلت ، وكذلك شبكة علاقاته الدولية ، في عملية قد تكون نتائجها الآنية مختبئة وراء عبارات الدبلوماسية الناعمة الملتبسة ، لكنها على المدى الأقرب والأبعد تشكل تهديدا لا يقل عن تحديات الصراع على حدوده الشمالية والشرقية ، وتحديات حدوده الغربية التي لم تتوقف يوما منذ تأسيس الدولة الأردنية .
 
لقد فرض التاريخ والجغرافيا على الدولة الأردنية شكلا من العلاقات مع قوى الإقليم ، عندما كانت القضية الفلسطينية محورعلاقات الدول العربية ، وكان الأردن بحكم ذلك ، الشريك الأول للشعب الفلسطيني في أحلامه وكوابيسه ، ومتابعة قيادته ، موحدة أو مشرذمة ، ومعرضة الآن لمزيد من التشرذم بفعل أزمات الإقليم الحالية واستقطاباته الناتجة عنها  ، ما يسمح للمشروع الصهيوني تحت عنوان " العدو الإيراني المشترك" بالنفاذ المباشر للدول العربية عابرا الفضاء التاريخي الأردني ، في فرصة انتظرها منذ اغتصابه الأرض العربية الفلسطينية ، وها هو ينسج الآن علاقاته العربية بشكلها الجديد ، ليحقق حلمه التاريخي متجاوزا الحائط الأردني الذي صمد عشرات السنين أمام الحلم الصهيوني.
 
كذلك ، تتعرض المهنية المؤسسية الأردنية بجميع مستوياتها وأشكالها العسكرية والأمنية والإستخباراتية والفنية لمنافسة قاهرة من القوى الإقليمية والدولية ، تسمح بالتقاء الطلب العربي والخليجي خاصة ، مع العروض المتقدمة ، بحيث تحلّ محلّ المهنية الأردنية جزئيا أو كليا ، بدون رحمة أو استئذان ، بعد أن كانت تشكل الخزان الذي يسقي الحاجة العربية والخليجية ، في قنوات استفادت منها الأطراف المعنية جميعها ، ما يعرض دور هذه المؤسسية الأردنية لتحديات عميقة . ومما يزيد الموقف الأردني تعقيدا إنكشافه المالي على مديونية مرتفعة تستنزفه ، وبطالة موجعة ، يصاحبها عمالة أردنية قلقة على مصيرها في الخارج.
 
هل تتحسس عمّان المياه المتسربة تحت أقدامها ؟ وماذا هي فاعلة ؟