أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    25-May-2017

جاذبية الدينار*عصام قضماني

الراي-لا يحتاج محافظ البنك المركزي الدكتور زياد فريز لأن يؤكد جاذبية الدينار كوعاء إدخاري, أنظر الى حجم الودائع والى استقرار الإحتياطي من العملات الصعبة وأكثر من 80% منها بالدولار.
 
صحيح أن وتيرة الطلب على الدولار تزايدت مؤخرا مع دخول الصيف, لكن ما جعل تفسير هذا الطلب المتزايد يجنح الى المخاوف هو سريان الشائعات حول الدينار بسبب زيادة المديونية وتراجع حجم المنح والمساعدات وتباطؤ بعض المؤشرات الإقتصادية لكن ما يبدد مثل هذه الشائعات غير مدعمة بأية أسباب فنية مؤشرات التعافي وخصوصا في موارد أساسية للعملة الصعبة وهي حولات المغتربين والدخل من السياحة.
 
هذه مكاسب ينبغي تدعيمها وزيادة عوامل تحسنها خصوصا في جانب استمرار الرسائل التطمينية للأردنيين في الخارج حول الإقتصاد من جهة ورسائل أخرى أكثر أهمية للسياحة بأن الأردن ليس بلدا مستقرا فحسب بل يفتح أبوابه للسياح ويمنحهم كل مقومات سياحة هادئة دون منغصات.
 
ما يؤكد صدق التطمينات هو أن الطلب على الدولار وهو لا يزال في حدود حجمه الطبيعي يتم تلبيته فورا ما يعني أن البنك المركزي يقوم بتزويد السوق بحاجته من الدولارات والعملات الأخرى بكل يسر رغم أن بعض البنوك تجتهد في كثير من الأحيان فتبقي على رصيد من الدولار تحت الطلب لأغراض عدة منها تمويل تجار كبار على حساب الطلب الفردي أو المضاربة في غرف التداول أو حصر الصرف في فروعها بأسعار محددة وهو ما يحتاج الى إعادة نظر بالتنسيق مع شركات الصرافة.
 
مجرد زيادة الطلب على الدولار كاف لأن تتحوط البنوك وشركات الصرافة ومع أنه ليس سلوكا طبيعيا من جانبها وهي لا تعاني عسرا في الحصول على العملات وفي مقدمتها الدولار, لكن اللافت هو قيام بعض البنوك وبمبادرات ذاتية غير مسؤولة بالإتصال بزبائنها المميزين لتحسس رغبتهم بتحويل بعض أرصدتهم الى الدولار!.
 
في قائمة الأساسيات الإقتصادية في عوامل تعزيز وضع الدينار, يأتي حجم الإحتياطيات, الكافية لإسناد الدينار وتلبية الطلب على الدولار لتمويل المستوردات, وفي الوقت الحاضر في البنك المركزي إحتياطي كاف لتغطية المستوردات ولتزويد السوق بما يطلب وهي تزيد عما تحتفظ به دول كثيرة كما أن الإحتياطيات ذاتها أكثر من كافية لمواجهة المضاربات إن حصلت.
 
لا يخاف البنك المركزي تراجع الإحتياطي لكن أشد مخاوفه هو الدولرة التي تضعف قوة الدينار وربما وجدت بعض التكهنات في قرار البنك المركزي الأخير برفع أسعار الفائدة مبررات للتخوفات, لكن تفسير القرار يمكن أن يحمل أكثر من قراءة في أبعادها المحلية والإقليمية والدولية, مثل التحوط من ضغوط تضخمية قادمة ناجمة عن زيادة الكلف ومنها زيادة الأسعار, ومراقبة أسعار الفوائد في دول مجاورة, وبناء حاجز صد لتعزيز جاذبية الدينار مقابل الدولار بهامش مناسب بين سعري الفائدة لكلا العملتين.
 
أسعار الفوائد عامل مهم لزيادة جاذبية الدينار كوعاء إدخاري, على حساب الدولار وغيره من العملات, والقرار فيه يمكن أن يرى فيه أصحاب النوايا الحسنة حصيفا, أما أصحاب النوايا متعددة الدوافع فهو إشاعة القلق.