أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    07-Sep-2017

«انهيار الارتباط» يتيح المجال لمنتقي الأسهم
فايننشال تايمز - 
قبل خمسة أعوام، بول سنكلير، مدير صندوق تحوّط من كاليفورنيا مُتخصص في الرعاية الصحية، شعر أنه لم يعد يطيق صبرا. بعد أن استُنفذ جسدياً وعقلياً من الأسواق والمعاناة بسبب نوبة غير عادية من الأداء الضعيف، استسلم وأغلق صندوقه "إكسبو كابيتال مانيجمت" الذي يبلغ حجمه 458 مليون دولار.
السبب الرئيس لإجهاد سنكلير كان ظاهرة السوق المعروفة باسم "رورو" RoRo، أو الانتقال من الاستثمار عالي المخاطر الذي يعِد بعوائد عالية إلى الاستثمار قليل المخاطر مقابل عوائد متدنية. حينها كانت أزمة منطقة اليورو في ذروتها، وحتى البورصة الأمريكية القوية كانت تندفع إلى أعلى أو تشهد عمليات بيع بكميات كبيرة في انسجام تام مع ما يصدر من التسريبات الغامضة من بروكسل، أو مع أحدث إعلانات البنوك المركزية، بغض النظر عن أساسيات الشركات الفريدة. بمصطلحات السوق "علاقات الارتباط" كانت قوية بقدر ارتباط المتداولين بمحطات بلومبيرج الثمينة الخاصة بهم.
بالنسبة لمنتقي أسهم تقليدي، هذا كان كابوسا. قال سنكلير لـ "بلومبيرج" في ذلك الوقت: "ليست لدي ميزة عن غيري بخصوص الانتخابات اليونانية، أو النظام المصرفي الإسباني، أو ما سيفعله البنك المركزي الأوروبي، أو صندوق النقد الدولي، أو الحكومة الصينية، أو أنجيلا ميركل، أو الاحتياطي الفيدرالي".
اليوم المشهد يبدو مختلفاً بشكل جذري. تراجعت علاقات الارتباط في جميع المجالات هذا العام. على مستوى واسع، الأسواق وفئات الأصول تنتقل باستقلالية أكثر، وعلى مستوى أصغر، الارتباط بين الأسهم والسندات واهن جداً. بعبارة أخرى أصبحت مرة أخرى سوقا فردية لها طابعها الخاص بدلاً من كونها موحدة.
هذه الظاهرة عميقة بشكل خاص في البورصة الأمريكية حيث كان سنكلير يمارس تداولاته. الارتباط المتداخل للأسهم داخل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 والمؤشر نفسه تراجع إلى أدنى مستوى له منذ عام 2001. يُقدّر مورجان ستانلي أن العلاقة المتبادلة المُتحققة لمكونات الأسهم الأمريكية تبلغ نحو 18 في المائة، وهي واحدة من أدنى القراءات منذ عام 2004 ـ أقل بنسبة 60 في المائة عما كات عليه قبل عام واحد فقط.
بالاقتران مع الأسواق الصاعدة والتقلب الضئيل، يصبح الوضع جنّة بالنسبة لمن يعملون في انتقاء الأسهم. في الفترة بين عامي 2013 و2016، أكثر من 93 في المائة من مديري الصناديق الذين كانوا يقيسون مقابل مؤشر ستاندرد آند بوزر 500 أخفقوا في التغلب على السوق. لكن في النصف الأول من عام 2017 تجاوز 54 في المائة منهم مؤشراتهم المرجعية، كما يقول سافيتا سوبرامانيان، من "بانك أوف أمريكا".
هذه هي المرة الأولى في تاريخ بيانات المصرف التي يتغلب فيها أكثر من نصف مديري الصناديق على مؤشراتهم في النصف الأول من العام، وإذا استمر الأداء على هذ النحو سيكون 2017 أفضل عام لمديري صناديق الأسهم النشطة منذ عام 2007.
صناديق التحوّط في مجال الأسهم تتمتع أيضاً بالبيئة الجديدة غير المترابطة، إذ كسبت وفقاً لـ "إتش إف آر"، ما متوسطه 7.7 في المائة هذا العام، وهو أفضل أداء منذ عام 2014. الوسطاء الرئيسون في مورجان ستانلي - الذين ساعدوا صناديق التحوّط على تنفيذ تداولاتها - يعتقدون أن النصف الأول من عام 2017 كان الأفضل لصناديق التحوّط في مجال الأسهم الكلاسيكية "طويلة الأجل" منذ عام 2010.
انتعاش الأداء ساعد مديري الأصول على إبطاء التدفقات الخارجة الغزيرة سابقاً من صناديقهم إلى الصناديق السلبية، الأرخص، التي يتم تداولها في البورصة. الصناديق المتداولة في البورصة، المدرجة في الولايات المتحدة، الخاصة بالأسهم المحلية شهدت تدفقات داخلة بلغت 79.4 مليار دولار منذ بداية العام حتى نهاية تموز (يوليو)، وذلك وفقاً لبيانات "إنفيستمينت كمباني إنستتيوت"، في حين أن صناديق الاستثمار المشترك في الأسهم الأمريكية خسرت 75 مليار دولار. هذا قد لا يبدو قصة إيجابية، لكن في عام 2016، جذبت الصناديق المتداولة في البورصة في مجال الأسهم الأمريكية 167 مليار دولار، بينما سحب المستثمرون أكثر من 235 مليار دولار من صناديق الاستثمار المشترك.
بعبارة أخرى، اتجاه الاستثمار السلبي لم ينعكس، لكن على الأقل تحسّن. نتيجة لذلك، أسهم إدارة الأصول تفوّقت على سوق الأسهم الأمريكية الأوسع حتى الآن هذا العام.
مع ذلك، انهيار علاقات الارتباط العالمية قد يكون نذيرا يُثير القلق. يُشير أندرو شيتس، من مورجان ستانلي، إلى أن آخر مرة شهدت فيها علاقات الارتباط مثل هذا الانخفاض الشامل على المستوى الكلي والجزئي، كانت في الفترة بين عامي 2005 و.007 2 ويُجادل بأن التحرّكات الأكثر فردية يغلب عليها أن تكون أحد أعراض دورة اقتصادية تقترب من نهايتها. وينصح بأن يبتعد المستثمرون عن سندات الشركات الأمريكية.
تشاك برينس، الرئيس التنفيذي السابق لـ "سيتي"، قال لـ "فاينانشيال تايمز" عشية الأزمة المالية عام 2007: "طالما كانت الموسيقى تعمل، عليك الوقوف والرقص". هذه لا تزال من المرجح أن تصبح أطول سوق صاعدة للأسهم في التاريخ، وطالما أن علاقات الارتباط عند هذا المستوى المنخفض، ينبغي أن يستمر المستثمرون في التمتع بهذا المجال. لكن كما أظهر عهد برنس المشؤوم، من المُجدي أن تكون مستعدا لتغير الإيقاع.