د ب أ: قال مسؤولون غربيون بارزون في شؤون المال أمس الجمعة ان الاقتصاد الأمريكي سيستفيد من السياسات الاقتصادية المقررة للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، إذا تخلى عن الإجراءات الحمائية التي تحدث عنها.
وقالت كريستين لاغارد، رئيسة صندوق النقد الدولي، أمام المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري أنه تمت زيادة توقعات نمو الاقتصاد الأمريكي، بفضل الإصلاحات الضريبية وحزم تحفيز الاقتصاد التي يعتزم ترامب تنفيذها.
وأضافت أمام جلسة نقاشية عقدت قبيل تنصيب ترامب أمس «السؤال الذي لدينا والذي لم يتضح تماما، يتعلق بكيفية المزج بين هذه المحفزات المالية والإجراءات الحمائية التجارية التي ستكون تأثيراتها السلبية أشد».
يذكر أن ترامب لم يتعهد فقط أثناء حملته الانتخابية بزيادة الإنفاق العام لتحسين البنية التحتية في الولايات المتحدة، مثل المطارات والطرق والجسور، لكنه تعهد أيضا بالانسحاب من اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعتها الولايات المتحدة، والسعي إلى تحسين شروط التجارة الخارجية للولايات المتحدة وبخاصة مع الصين.
وحذرت لاغارد من أن عام 2017، في أسوأ السيناريوهات، يمكن أن يشهد سباقا دوليا «نحو القاع على جبهة الضرائب، وعلى جبهة التجارة، وعلى جبهة التشريعات المالية»، مشيرة – فيما يبدو – ليس فقط إلى الولايات المتحدة ،وإنما أيضا إلى بريطانيا التي تعتزم حكومتها جذب المستثمرين الأجانب إلى بلادها من خلال خفض الضرائب، مع خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وقال فولفغانغ شويبله، وزير مالية ألمانيا، في دافوس «لا يمكنني حقيقة تخيل حجم الأضرار الهائلة التي يمكن أن تلحق بالتجارة الحرة» نتيجة هذه السياسات. وأضاف أنه ليس من صالح الولايات المتحدة أن تنسحب من اتفاقيات التجارة الحرة وتتبنى الإجراءات الحمائية، مع السماح للصين بالسيطرة على التجارة العالمية.
أما المستثمر الأمريكي لاري فنك، فقد حذر من أن الصين ليست فقط شريك تجاري للولايات المتحدة وإنما أيضا ثاني أكبر دائن لها بعد اليابان.
وأضاف فنك الذي يرأس شركة «بلاك روك»، أكبر شركة إدارة استثمارات في العالم «نحتاج إلى الاهتمام القوي بعلاقتنا مع دول العالم، باعتبارنا أكبر دولة مقترضة في العالم»، مشيرا إلى ضرورة أن يتذكر السياسيون أن الكثير من السلع الرخيصة التي يشتريها ناخبوهم مستوردة من الخارج.
في الوقت نفسه قال ان المواطنين العاديين والشركات الصغيرة أصبحوا متفائلين نتيجة فوز ترامب، الذي جعلهم يشعرون أن صوتهم أصبح مسموعا.
وقال «أصبحت لديهم الشجاعة وزاد إنفاقهم»، مشيرا إلى زيادة مبيعات السيارات وتحسن الثقة بين الشركات الصغيرة.
وقد أنهى منتدى دافوس أعماله أمس بعد 4 أيام من اللقاءات والمناقشات بين قادة السياسة والاقتصاد في العالم. وتركزت المناقشات على صعود القادة الشعبويين مثل ترامب والحاجة إلى الاستماع لمشكلات الطبقتين العاملة والمتوسطة.