أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    17-Feb-2018

عقب «البريكست».. هل تبتدع أوروبا «الأوروإنجليزية»؟

فايننشال تايمز -

"عندما تدعو الحاجة إلى إجراءات جذرية." لقد كانت تلك هي طريقة صوغ العبارة بالإنجليزية، فما لبث أن شعرتُ بخضة قوية عند سماعها من مشارك في مناسبة تدريبية حديثة في أمستردام، لأنني سمعتُ الكلمات نفسها في جلسة في فرانكفورت، قبل ذلك بأسبوع.
في المناسبتين، كانت لغة العمل الإنجليزية، وكان المشاركون فيهما يتحدثون اللغة بطلاقة وثقة.
الإنجليزية التي كان يتحدث بها المتدربون الهولنديون قريبة من فكرة السلامة اللغوية لدى الناطقين الأصليين باللغة.
بيد أنه وعلى مدى 10 ساعات من التدريس والإنصات في المدينتين، هاتان المناسبتان التوأم من حيث التشارك في عبارة "الحاجة إلى إجراءات جذرية"، هما الجزء الوحيد من العبارات المجازية التي سمعتها.
استخدام اللغة المجازية غالبا ما يجعل الناطقين باللغة ضيوفا في غير موضع ترحيب – وغير مفهومين – في المناسبات الدولية للغة الإنجليزية. هل أصحاب اللغة الثانية يتجنبون العبارات المجازية إلى حد كبير، لضمان أن يفهم بعضهم بعضا؟
ماركو موديانون، محاضر في جامعة جيفله في السويد، يقول إنهم كذلك يفعلون، على الرغم من أنه يضيف أنه حين يتحدث الاسكندنافيون اللغة الإنجليزية فيما بينهم، فإنهم يستخدمون كلمات وعبارات من لغاتهم الخاصة.
مثلا عبارة To hop over تعني الخروج من موقف ما بسرعة، مع أنهم يقصدون بها الامتناع عن القيام بشيء ما، وعبارة "أزرق العينين" تعني الإنسان الساذج، وكلمة "يُمَلِّح" تعني أن الشخص يفرض رسما عاليا، لكن بشكل عام، يفضل أهل أوروبا استخدام اللغة الإنجليزية بشكل مباشر.
هذا ربما يتغير. يجادل موديانو بأن الأوروبيين القاريين يطورون نسختهم الخاصة من الإنجليزية، وهي عملية سوف تتسارع حين تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي، ولا يعود الأوروبيون مهتمين بالقواعد البريطانية بما هو صحيح أو خطأ في الإنجليزية، كما كانوا يفعلون في السابق.
هل هذا صحيح؟ بدأت اللغة الإنجليزية-الأوروبية تطور قواعدها الغريبة قبل فترة طويلة من استفتاء عام 2016 في بريطانيا. ربما يعمل البريكست على إبطاء نفوذ اللغة الإنجليزية في بروكسل، أما في نطاق الأعمال والسياحة فقد كانت الإنجليزية تتغير على أية حال، لأن كثيرا من التفاعلات والحوارات في اللغة الشائعة في أوروبا، كانت تتم دون أن يكون هناك عدد كبير من الناطقين الأصليين باللغة، أو حتى دون وجود أي منهم.
أهل الأعمال الأوروبيون، وموظفو الاستقبال في الفنادق، وأساتذة الجامعات، والعلماء، وعمال السكة الحديدية، يتكلمون الإنجليزية باستمرار، وفي العادة مع أناس ليست الإنجليزية لغتهم الأم.
على مدى سنوات من حضور المؤتمرات، ورئاسة اللجان، وإدارة برامج التدريب في أكثر من 19 مدن أوروبية، بدأتُ ألاحظ الملامح العامة لهذه اللغة المتغيرة التي أطلق عليها "الأوروإنجليزية" أو "اليوروإنجليزية".
لا تزال اللغة هي الإنجليزية، لكنها تمتلك سمات خاصة بها تكون في الغالب مشتركة بين لغات الرومان "اللاتينية": وهي الإسبانية والبرتغالية والفرنسية والإيطالية والرومانية، واللغات الجرمانية (وأهمها الإنجليزية والألمانية والهولندية).
إحدى سمات هذه اللغة هي الاسم غير القابل للجمع في اللغة الأوروبية – يكون مفردا في اللغة الإنجليزية الأصلية، لكنه يكون جمعا في اللغة الأوروإنجليزية: "مثل كلمة إعلام التي لا تجمع لا في العربية ولا في الإنجليزية".
هناك اختلافات أخرى مع الأوروإنجليزية. سمعت الألمان والإيطاليين يقولون "ناقشنا حول الموضوع الفلاني" بدلا من أن يقولوا "ناقشنا الموضوع الفلاني".
ويقولون أيضا "سوف أجيب عن سؤالك"، وهو تعبير شائع في كثير من المناقشات الأوروبية.
في مقال كتبه موديانو في مجلة اللغات الإنجليزية العالمية، يضيف أمثلة أخرى: "أنا آتٍ من إسبانيا" بدلا من أن يقول: "أنا من إسبانيا"، أو"كنا 5 أشخاص في الحفلة" بدلا من أن يقول: "كان هناك 5 أشخاص في الحفلة."
يشعر الأوروبيون القاريون بقلق متزايد حول رأي البريطانيين في لغتهم الإنجليزية المتطورة.
يقول موديانو: "المدرسون والمتعلمون يصبحون أقل تشددا باستمرار في جهودهم لترويج تقليد الناطقين باللغة. استخدام الأوروبيين للإنجليزية يشكل نسخة آخذة في الظهور." يوما ما، يمكن أن يكون لها، قاموس خاص مثل حال النسخة الأمريكية أو الأسترالية.
تقول كاتبة أخرى في مجلة اللغات الإنجليزية إن هذه ليست نسخة جديدة. جنيفر جنكينز، مديرة مركز اللغات الإنجليزية العالمية في جامعة ساوثمبتون، كتبت تقول إن هؤلاء الناطقين بالإنجليزية في أوروبا، يحضرون معهم عددا يفوق الحد من الكلمات المستوردة من لغاتهم الأصلية المختلفة، حتى بات ما يتحدثونه أقرب ما يكون نسخة إنجليزية جديدة.
نعم، هناك بعض "الجوانب المنتظمة الملاحَظة"، وهي سمات مشتركة من النوع الذي أشرتُ إليه أنا وموديانو.
"مع اللغات الـ 24 المختلفة الأولى لدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى لغات خارج الاتحاد الأوروبي، إلى جانب عدد كبير من اللغات الأم للمهاجرين، فإن فكرة أن المتكلمين من نطاق واسع من الخلفيات اللغوية، سوف يعمل نوعا ما على أن يأتي معا ليشكل ويستخدم نسخة موحدة من الإنجليزية، فكرة غير معقولة."
هل الحال كذلك؟ لا. وجود عدد كبير من اللغات الأصلية الأخرى لا يحول بالضرورة دون نشوء نسخة مشتركة مميزة من الإنجليزية. لقد حدث ذلك في الهند وسنغافورة ونيجيريا وجنوب إفريقيا، وأماكن أخرى في العالم، نتج عنها مثلاً الكريول.
هذا الأمر يحتاج إلى وقت وتفاعل مكثف بين الناس الذين يتنقلون بين لغاتهم الخاصة والإنجليزية. ربما لا تكون قد حدثت حتى الآن في أوروبا، بيد أنه في ظل أطفال يتعلمون الإنجليزية من المدرسة الابتدائية، ويعملون ويدرسون بصورة متزايدة في بلدان الأشخاص الآخرين، ليس هناك سبب يحول دون ظهور لغة إنجليزية-أوروبية مميزة.
حين يشيع أو يسود استخدام الأوروبيين لتعابيرهم المجازية المشتركة في اللغة الأوروإنجليزية، وغير المستخدمة لدى الناطقين الأصليين بالإنجليزية، سوف نعلم أن الأمر قد حدث، لا محالة.