أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-Mar-2019

باختصار.. مشكلتنا إدارية*رامي خليل خريسات

 الراي-في حكوماتنا المتعاقبة أدى غياب الخطط وتطبيقها على مستوى الوزارات إلى الجمود وخلق حالة من التعقيد، وحتى أن أعلنت فلا متابعة مؤسسية عابرة للحكومات ولا اختراقات مبهرة على مستوى الإنجاز، فمسؤولونا يعيشون مهامهم يوماً بيوم ولا ينظرون لأبعد من شهر، وهذا مثلاً أدى إلى ضعف بنيتنا التحتية والفوقية التي جهزت لعشرات السنين وليس لمئاتها، فجاءت النتائج ازدحام طرق ورداءة في شبكات الصرف المائي، وضعفاً في الخدمات الصحية والتعليمية والتنموية.

 
أما الاجراءات والأنظمة فهي جامدة، وقد أدى ذلك إلى حالة من التخلف في الإدارة الحكومية بسبب الإصرار على أن الاجراءات أهم من المواطنين وتم التغافل عن إنها وجدت لتسهيل حياتهم، وإنها يجب أن تكون قابلة للتغيير في أي وقت. مشكلة مسؤولينا أنهم على علم بأن بعض الاجراءات إما عقيمة أو معطلة للمصالح ورغم ذلك يتركونها كما هي، رغم أنها تؤذي الناس دون مبالاة، أما لغياب الضمير، أو لغياب الرغبة في التطوير.
 
المسؤول إجمالاً ودون تعميم يقدس «الكرسي» ويعمل للحفاظ عليه بدل تعظيم الإنجازات التي تقود به الى «الكرسي» الذي يليه. تجده عند أي قرار مفصلي وحساس تدور في خلده تداعيات قراره إن كانت في صالح الناس والقيم والمبادئ والغاية التي جاء من اجلها، لكم ان تتخيلوا القرار الذي يتخذه من يقدم «المنصب» على القيم والنزاهة والعدالة، لذلك يجب كل مسؤول أن يكون لديه طاقه تغييرية، يلمس اثرها المواطن.
 
قلة من المسؤولين يدركون أن الغاية من الوظيفة هي خدمة المجتمع، فترى الكثير منهم يعتقدون بانهم أهم من الاخرين، ومنهم من يتسم بالفوقية رغم ان توليه جاء بالصدفة أو بحكم العلاقات الاجتماعية.
 
من عيوب اداراتنا المختلفة الافتقار للعمل بروح الفريق الواحد، حيث يعمل مسؤولونا على التحليق فرادى دون ابراز غيرهم او يحيطون انفسهم بالضعفاء خوفاً على الكرسي مرة اخرى، واذا اضطر للإبراز ليس تقديراً او تشجيعاً للصف الثاني وانما تهرباً من صداع مواجهة الناس أو من اتخاذ قرارات مصيرية.
 
لذلك على المسؤولين ان يصنعوا فريقهم وليس شلتهم،فريق عال الانجاز ليس مداحاً يظهر له الامور على انها على خير ما يرام وهي ليست كذلك، لذلك على قائد الفريق ان لا يكون متلقياً للنصح والتوجيه لمن حوله بل هو حامل لأهداف المؤسسة،يتقدمهم، يتنازل عن صلاحياته، يعلمهم ويوجههم، يبرز انجازاتهم ويكافئهم.
 
أمر آخر نفتقده هو حسن الرقابة وهي نوعان داخلية وخارجية، الأولى من خلال التدقيق الداخلي بوجهيه السابق واللاحق للتنفيذ، والمتمتع بصلاحيات واسعة و بارتباط مباشر مع اعلى الهرم لمنحه القوة، والثانية رقابة خارجية مركزها عيون متلقي الخدمة من الجمهور من خلال تتبع آرائهم اعتماداً على استبيانات جدية، ووفق مؤشرات تقييم وتقويم قوية، يضمن العزم وقوه الإرادة تنفيذها،لا مؤشرات ضعيفة سهلة التحقيق هدفها ذر الرماد في العيون.
 
لتحسين الإدارة علينا خلق منافسين فإن لم يكن هناك منافسون–كون الخدمات في العادة تقدمها جهة حكومية واحدة- فيجب البحث عنها خارج حدود الوطن ومحاولة مجاراة افضل الممارسات إن استطعنا، كما يجب جعل الإعلام منافساً من خلال الانفتاح عليه بشفافية ليعلم الخطط وما نعتزم القيام به، عندها سنتحدى انفسنا لتحقيق ما نعلن عنه.
 
قد يقول قائل اننا قفزنا في تشخيصنا عن الفساد وهو الاهم من منظور الرأي العام، والجواب ان اساس الفساد اصلاً سوء ادارة،بدليل قضايا الفساد التي علمت بها الحكومات وتم اخفاؤها عن الرأي العام كان الاجراء فيها بدل التحقق والتحقيق الإحالة الى التقاعد بدل الإحالة الى المدعي العام، فالفساد ادارة ملفاته بحكمة وحزم فيه انتصار للمعركة معه.