أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    28-May-2018

حروب ترامب التجارية على جبهات متعددة قد تسبب ضررا للاقتصاد الأمريكي

 أ ف ب: يفتح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جبهة جديدة في استراتيجيته التجارية الهجومية الواسعة، عبر تهديده بفرض رسوم مشددة على الواردات من السيارات وقطعها متسلحا بذريعة الأمن القومي.

وإلى جانب تعقيده مهمة المفاوضين التجاريين الأمريكيين الذين يتولون ملفات عدة، يمكن ان يشكل التحرك ضد استيراد السيارات نقطة تحول تثير إجراءات انتقامية واسعة.
ويمكن كذلك أن يضر الاقتصاد الأمريكي ويؤذي المستهلكين والاستثمار، وحتى التوظيف، في وقت يؤكد فيه ترامب أن هدفه مساعدة العاملين الأمريكيين في قطاع السيارات.
ويوم الأربعاء الماضي، أعلن ترامب أنه أمر وزارة التجارة بفتح تحقيق في استيراد السيارات والشاحنات وقطع الغيار، لتحديد ما اذا كان ذلك يلحق ضررا بالأمن القومي الأمريكي.
ويعد استخدام البند 232 من قانون التجارة الأمريكي التكتيك ذاته الذي استخدم في مارس/آذا لفرض رسوم بنسبة 25 في المئة على واردات الفولاذ و10 في المئة على واردات الألومنيوم.
وسيستغرق التحقيق عدة أشهر في ظل قناعة الحكومات حول العالم بأن ترامب سينفذ تهديده على الأرجح.
وأكد رئيس المجلس الوطني للتجارة الخارجيّة روفوس يركسا أن التهديد بفرض الرسوم يقوض قواعد التجارة العالمية وبإمكانه إثارة رد فعل فوري.
وقال أنه «في حال واصل السير في طريق النزعة القومية الاقتصادية هذه باستخدام الرسوم كسلاح، فستقوم كل قوة اقتصادية رئيسية في العالم بإجراء مماثل وسنعود بذلك إلى ثلاثينات القرن الماضي».
ويوم الخميس أكد ترامب أنه يكافح «لاستعادة الوظائف المسروقة في مجال الصناعة»، لكن خبراء الاقتصاد يرون ان التحرك قد يحمل أثرا عكسيا.
وقالت ماري لافلي، الخبيرة في مجال التجارة واستاذة الاقتصاد في جامعة سيراكيوز، ان منع استيراد السيارات وقطعها «سيضعف القدرة التنافسية للمنتجين الذين يتخذون من الولايات المتحدة مقرا لهم» ويخلق بيئة لن يكون بالإمكان فيها بيع السيارات سوى في السوق المحلية.
وأضافت «لكل هذه الأمور فعل ورد فعل يجعلني أقلق بشأن التداعيات بعيدة الأمد على الصناعة ذاتها التي يعتقد (ترامب) أنه يحميها».
كما أكد جون بوزيللا، رئيس رابطة «غلوبال أوتومايكرز» التجارية التي تمثل صانعي ومزودي السيارات وقطعها الدوليين، ان القطاع لم يطلب أي دعم من الحكومة.
وقال في بيان «على عكس الفرضية التي تم اسناد التحقيق بشأن استيراد السيارات إليها، فإن قطاع صناعة السيارات الأمريكي مزدهر. على حد علمنا، لم يطلب أحد الحصول على هذه الحماية».
وأضاف «في حال فُرضت هذه الرسوم، فسيتأثر المستهلكون سلبا بشكل كبير حيث ستكون لديهم خيارات أقل في السيارات وأسعار سيارات وشاحنات أكثر ارتفاعا».
يأتي تحرك ترامب الأخير في وقت ينشغل فيه البيت الأبيض بمفاوضات على ثلاثة ملفات تجارية حساسة يُرَجِّح الخبراء بأن تفضي إلى مزيد من التوتر.
فالإدارة الأمريكية تحاول حاليا إعادة التفاوض على اتفاق التبادل الحر لأمريكا الشمالية «نافتا»، وعقد محادثات مع الصين لنزع فتيل النزاع الذي خلقته رسوم بنسبة 25 في المئة على البضائع الصينية جراء اتهام الأخيرة بسرقة الملكية الفكرية الأمريكية.
كما تحاول التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لاستثناء التكتل من الرسوم على الفولاذ والألومنيوم، حيث طرحوا بالفعل احتمال أن يكون خفض الرسوم على السيارات الأمريكية جزءا من الاتفاق.
واشتكت حكومات بينها الاتحاد الأوروبي والصين وكندا بشدة من قرار الولايات المتحدة، وقللت من أهمية تبرير ترامب المرتبط بالأمن القومي.
ووصف يركسا التحرك الجديد بانه «إعلان حمائي»، وحذر من أن قطاع صناعة السيارات أكبر بكثير من الفولاذ وستكون تداعيات قرار ترامب واسعة.
وقال في مقابلة «الناس قلقون من أن تكون هذه حربا تجارية. انه تصعيد بمقدار عشر مرات في الحرب التجارية»، مشيرا إلى أنه من غير المنطقي حماية صناعة مزدهرة أصلا وتعد أكبر قطاع تصنيع في الولايات المتحدة حيث توظف ثمانية ملايين شخص بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأفادت لافلي من جهتها أن التهديدات تشكل خطرا على العلاقة المهمة مع الاتحاد الأوروبي. وقالت «يبدو فقط أننا لا نفعل سوى صب الزيت على النار بإعلان حرب تجارية محتملة مع الاتحاد الأوروبي».
وتعد محادثات «نافتا» مع المكسيك وكندا في مرحلة غاية في الأهمية إذا كانت ستستكمل هذا العام. لكن يركسا ولافلي حذرا من أن المفاوضات قد تكون في خطر.
وقالت لافلي «أرى أن في ذلك إجبار لكندا والمكسيك على التمسك بمواقفهما بشكل أكبر في وجه الترهيب». واعتبرت أن ذلك أمر «مقلق للغاية» لان قطاع صناعة السيارات الأمريكي يعتمد على اتفاقية التبادل الحر لمنافسة المصنعين الآسيويين والألمان.