أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    18-Jun-2020

الحجر الذاتي وسيلة لتحريك الاقتصاد*رامي خليل خريسات

 الراي

الصيف بدأ والوقت يركض والأردن مهدد بعدم عودة مئات الآلاف المغتربين من أبنائه ممن ينفقون بسخاء في شهرين اثنين محركين اقتصاداً كان نموه ضعيفاً أصلًا قبل كورونا. أعتقد أن هؤلاء المتعطشين للعودة لا يمانعون من الاستمتاع بالنسيم العليل من نوافذ منازلهم أو من شرفات حدائقهم بحيث يلتزمون بالحجر الصحي المنزلي فقط، بوجود إسوارة إلكترونية تلف المعاصم أو تطبيق إلكتروني إجباري لتحديد مواقعهم وضمان الالتزام.
 
الأردني المغترب سواء من بقي منهم على رأس عمله أو من فقده للأسف، سيكون للحجر الفندقي تأثير سلبي كبير عليهم سواء من نواحي الكلفة المرتفعة حيث المطلوب من القادم الإقامة لمدة 14 يوم في فنادق الأردن ومثلها في بيته، كما أن أغلبهم لا يملكون أرصدة إجازات تسمح باحتجاز لقرابة الشهر ما بين الفنادق والمنازل، وهو حجر و إن كان فندقيًا إلا أنه بمثابة حبس ذو تأثير نفسي صعب على النفوس.
 
الأغلبية الساحقة راغبة بالقدوم وهناك الكثير من المجبرين على العودة، وبالتالي نرجو من الجهات الصحية وأصحاب القرار دراسة إمكانية الحجر المنزلي للأردنيين العائدين باعتماد إسوارة إلكترونية تراقب الالتزام والعمل على سرعة توفيرها أو توفير تطبيق إلكتروني إلزامي بديل لها، عكس ذلك يعني الاعتماد على السياحة الداخلية محدودة الأثر خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية الصعبة، مما يستوجب التفكير في بدائل عملية فيها بعض المخاطرة المدروسة.
 
يقدر المغتربون بمليون أردني لو اصطاف منهم 30% في أسوء الأحوال وأنفق كل مغترب 2000 دينار كحد أدنى في شهري الصيف هذا معناه 600 مليون دينار سيولة متدفقة في شرايين الاقتصاد، ناهيك عن مبالغ أضخم يصعب تقديرها في شكل مشاريع وشراء للعقارات، لذلك يعد قدومهم فرصة للإنفاق ولمزيد من العملات الصعبة المتدفقة ونشاط في المطاعم وأعمال التجزئة ولدى البنوك ومحلات الصرافة وغيرها مما يرتبط بقدوم الزوار.
 
من جانب ثان السياحة الخارجية صعبة القدوم إذا استمرت ذات الإجراءات المعلن عنها دون تغيير. مما يستوجب إبراز التجربة الأردنية الناجحة من حيث محدودية الحالات والترويج للإجراءات الصارمة لتعقيم المطار والطائرات وأماكن السياحة وتوثيق كل ذلك من خلال فيديوهات ترسل لمكاتب السياحة في الخارج وللمروجين للأردن، لتصل التطمينات في نهاية المطاف للسياح القادمين.
 
المنافسة الإقليمية بدأت وها هي تونس ومصر تعلن عن إلغاء الحجر وعن إجراءات وتسهيلات وتخفيضات جريئة في أسعار الإقامة وفي الرسوم المختلفة، ونحن لدينا بلد انتصر على الجائحة ويمكنه الترحيب بالقادمين ممن يبرزون شهادة خلوهم من كورونا، ومن ثم تنظيم رحلاتهم الداخلية وفق إجراءات صارمة تضمن متابعتهم وحمايتهم وأنفسنا، من نواحي التأكد من عدم التقارب ومن التزامهم بالكمامات ووسائل التعقيم وغيرها من الوسائل التي أصبحت معروفة للكل.