أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    07-May-2019

الإسراف في الاستهلاك*لما جمال العبسه

 الدستور-قبيل حلول شهر رمضان المبارك وشوارع المدن تعج بالسيارات وتخلق ازمات مرورية خانقة، كما تشهد محال المواد الغذائية والاسواق المختلفة موجات عاصفة من المشترين الذين يقفون في طوابير طويلة عرباتهم ملأى حتى اخرها بالسلع الغذائية للوصول الى المحاسب، هذا المشهد الذي يتكرر طيلة ايام شهر رمضان المبارك، ليصبح الدليل الواضح على اننا نعيش اجواء الشهر الكريم.

 لا شك ان المواطن يعيش حالة اقتصادية صعبة واحيانا تمر على البعض ظروف خانقة يستحيل معها الحل في اوقات ما، وهي ناتجة عن قرارات اقتصادية صعبة فرضتها الحكومة على المواطن من زيادة نسب الضرائب المختلفة المترافق مع تدني دخل المواطن وما نتج عنها من تراجع ملموس في القدرة الشرائية لدى شريحة كبيرة من المجتمع، لكن لم يتمكن المواطن حتى الآن وللاسف من تغيير ثقافته الاستهلاكية، فهو يعتبر ان المبالغة في شراء السلع الغذائية لدرجة كبيرة على اعتبار انها ستكون مفقودة في اليوم التالي! مظاهر رمضانية، فما مغزى شراء ما يلزم وما لا يلزم، وما هي الغاية من الاحتفاظ بكميات فائضة عن الحاجة من سلعة ما؟.
 في الاردن ومنذ سنوات يعاني المواطنون من الطبقات المختلفة من ارتفاع في تكاليف المعيشة الرئيسية كالوقود وايجارات المساكن وفواتير المياه والكهرباء وما الى ذلك، فلماذا نتكاتف مع القرارات الصعبة لنزيد الطين بلة ولتكون سهامنا مصوبة الى صدورنا، من خلال ثقافة استهلاك تؤدي الى اهلاك ما في الجيب في اقل من يومين، اليس بمقدورنا تحديد ما يلزم، اليس من العدل ان نكون منصفين مع انفسنا ونعطيها حقها كي نستطيع المطالبة بحقوقنا، فمن اين يتسنى لنا الاعتراض على ضيق الحال ووصف رمضان بانه الشهر الاكثر كلفة على مدار العام ونحن نجلد انفسنا بمستلزمات ابتدعناها ويمكن الاستغناء عنها.
 كما ان المبالغة في اقتناء وشراء سلع غذائية بكميات كبيرة حتى وان كانت اسعارها متدنية؛ تجعل اخرين يفقدون حقهم في الحصول عليها، فالمواد في الاسواق ليس الغرض منها توفير مخزون آمن للمواطن طوال العام من هذه المادة او تلك، كما ان السلعة التي يحتاجها احدهم لابد من وجود غيره بحاجة لها ايضا.
 ان تغير ثقافة الاستهلاك، من خلال ترتيب الاولويات غاية في الاهمية، واعتبار الشهر الفضيل عاديا وليس استثنائيا في حجم المصروف الا فيما يتعلق بحاجة الصائم للحلوى وهي لا تشكل نسبة كبيرة من زيادة المصروف، فليس من المنطق ان نحمل انفسنا والاشهر التالية تبعات عدم قدرتنا على معرفة ما يلزمنا يوميا، كما ان السلع متوفرة طوال الشهر الفضيل وبنفس الاسعار فلماذا الاستعار في الشراء ؟