أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    14-Apr-2018

ارتفاع الفائض التجاري الصيني مع أميركا ... وشي جينبينغ يدعوها إلى الصبر

  أ ف ب 

ارتفع الفائض التجاري بين الصين والولايات المتحدة بنسبة الخمس خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، فيما دعت بكين واشنطن أمس إلى الصبر وسط تفاقم التوتر بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
 
وتسري مخاوف في شأن اندلاع حرب تجارية منذ الشهر الماضي عندما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض سلسلة من الرسوم الجمركية بمئات بلايين الدولارات على البضائع الصينية، ما دفع بكين إلى توجيه تحذيرات مشابهة رداً على واشنطن. ويأتي الخلاف نتيجة انزعاج إدارة ترامب من انعدام التوازن التجاري الكبير وما تعتبرها ممارسات غير عادلة من قبل الصين والتي يرى ترامب أنها تؤثر في الوظائف الأميركية.
 
وقد خفف تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ هذا الأسبوع خفض الرسوم في بعض القطاعات ورد ترامب الهادئ، من قوة القلق، لكن لا تزال هناك مسافة بعيدة بين تطلعات البلدين. وأظهرت البيانات الأخيرة أن الصين لا تزال تستفيد من التجارة بين البلدين اذ أفاد الناطق باسم مكتب الجمارك هوانغ سونغبنغ بأن الفائض التجاري مع الولايات المتحدة سجل زيادة نسبتها 19.4 في المئة بالمعدل السنوي فبلغ 58 بليون دولار خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة.
 
وقال هوانغ للصحافيين في بكين إن الصادرات إلى الولايات المتحدة ارتفعت 14.8 في المئة بالمعدل السنوي، فيما زادت الواردات 8.9. لكن الأرقام الأخيرة أشارت إلى تراجع الفائض في آذار (مارس) إلى 15.4 بليون دولار مقارنة بـ21 بليوناً في شباط (فبرايـر) و17.7 بـليـون دولار قبـل 12 شهراً.
 
وسجلت الصين عجزاً نادراً من نوعه بقيمة 4.98 بليون دولار مع بقية العالم الشهر الماضي يعزى إلى عوامل موسمية كعطلة رأس السنة القمرية. أما الصادرات الصينية لدول العالم فانخفضت بنسبة 2.7 في المئة الشهر الماضي، ما يرى محللون أنه أمر طبيعي نظراً لفترة العطلة الطويلة، فيما زادت الواردات بنسبة 14.4 في المئة.
 
وعلى خلفية التوتر الأخير، كرر هوانغ الخطاب الرسمي الصيني بأن بلده لا يسعى إلى ميزان تجاري لمصلحته. وقال: «نحن لا نسعى إلى ميزان تجاري يميل لمصلحة (الصين). السوق هي التي تحدد الوضع الحالي للشؤون التجارية. نأمل بأن تتحلى الولايات المتحدة بالصبر وتستمع لصوت العقل والمنطق حول مسائل الميزان التجاري». وأكد أن بكين لا ترغب بالدخول في حرب تجارية مع واشنطن قائلاً: «نحن نؤمن بأن هذه الخلافات التجارية لا تخدم مصالح الصين ولا مصالح الولايات المتحدة».
 
وبعدما كشف ترامب عن حزمة جديدة من الرسوم التي ينوي فرضها الجمعة الماضي، لجأ شي هذا الأسبوع إلى تبني لهجة تصالحية متعهداً خفض الرسوم على السيارات، التي اعتبرت من أبرز أسباب الغضب الأميركي، وغيرها من الواردات إضافة إلى انفتاح اقتصادي أكبر. وأبلغ ترامب المشرعين أول من أمس أن شي «قال إنه سيجعل الصين أكثر انفتاحاً (...) وسيزيل الكثير من الحواجز التجارية وربما كلها».
 
لكن المسؤولين الصينيين كرروا خلال الأيام الأخيرة أن الطرفين لا يتفاوضان حول المسألة. وقال الناطق باسم وزارة التجارة غاو فينغ إن الولايات المتحدة لم «تظهر الإخلاص الضروري للتفاوض». وأما ترامب فصور المسألة في شكل أكثر إيجابية. وقال للمشرعين في واشنطن «مجدداً، نتعاطى مع الصين في شكل جيد جداً. أعتقد أننا نجري محادثات رائعة»، في حين كرر أن الولايات المتحدة ستنتصر في أي حرب تجارية بين البلدين. وأضاف: «عندما تكون أقل بـ500 بليون دولار (لجهة الفائض التجاري)، لا يمكنك أن تخسر حرباً تجارية. نفرض رسوماً بخمسين بليون دولار ومن ثم نفرض رسوماً بمئة بليون دولار. وكما تعلمون، تنفذ ذخيرتهم في مرحلة ما».
 
وخلال العام الأول لترامب في منصبه، سجل الفائض مستويات قياسية فبلغ 357 بليون دولار وفقاً للأرقام الأميركية أو 276 بليون دولار بناء على البيانات الصينية.
 
وحتى الآن، لم يتم تطبيق التهديدات الأكبر التي أطلقتها واشنطن وبكين. ولم يتم فرض رسوم إلا على سلع بقيمة ثلاثة بلايين دولار في إطار السجال الذي يشهد تصعيداً، إذ استهدفت الولايات المتحدة الحديد الصلب والألمنيوم بينما استهدفت الصين لحوماً وبعض المشروبات في عدد كبير من المنتجات الأميركية الأخرى.
 
وبقيت التجارة قوية بين البلدين خلال الربع الأول من السنة، مع ارتفاع التبادلات بنسبة 13 في المئة إلى 142 بليون دولار.
 
لكن الرسوم التي تم التهديد بها قد تؤثر في النمو الاقتصادي في جانبي المحيط الهادئ، وفقاً لمحللين.
 
وقال خبراء اقتصاد في وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني، إن «تداعيات حرب رسوم كهذه واسعة النطاق ستكون كبيرة»، مضيفين أن الرسوم قد تؤدي إلى خفض إجمالي الناتج الداخلي بنقطتين مئويتين على مدى سنتين.