حذر وزراء مال دول «منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ» (آبيك) من أن الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين يعرض المنطقة كلها للخطر، وذلك خلال اجتماع في عاصمة بابوا غينيا الجديدة.

 

 

وقال وزراء مال «آبيك» في بيان إن «الأخطار على الاقتصاد العالمي ازدادت بفعل التوترات التجارية والجيوسياسية المتصاعدة»، في إشارة إلى الخلاف التجاري بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. وتصاعدت الخلافات التجارية في الأشهر الأخيرة بين واشنطن وبكين، وفرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية مشددة على منتجات صينية مستوردة بقيمة 250 بليون دولار، ردّت عليها بكين برسوم على 110 ببلايين الدولارات من البضائع الأميركية المستوردة إلى الصين. وأدى ذلك إلى تراجع حاد في أسواق الأسهم، فيما أعربت مصارف مركزية في العالم عن مخاوفها. وحذّر وزير مال بابوا غينيا الجديدة شارل أبيل من أن «التوجهات الحمائية الناتجة من التوترات التجارية وتزايد الديون، أمران يثيران القلق ويشكلان تهديداً حقيقياً على النمو والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ». وسيجتمع قادة «آبيك» الشهر المقبل في بابوا غينيا الجديدة بحثاً عن تسوية للخلاف.

 

ودعا المدير العام لمنظمة التجارة العالمية روبيرتو أزيفيدو المجتمع الدولي إلى «تهدئة» التوتّرات التجارية، محذراً من تصعيد قد يؤثر في «ملايين» العمال في العالم. وقال في كلمة ألقاها في لندن إن «التصعيد المستمرّ للتوترات سيؤدي إلى أخطار حقيقية». وأضاف: «التأثير قد يكون محدوداً في حال تجنّب التصعيد، ولكن انقطاعاً كاملاً للتعاون التجاري الدولي قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في التعريفات الجمركية، ما سيُقلل نمو التجارة العالمية 17 في المئة، والناتج المحلي الإجمالي العالمي 1.9 في المئة».

 

واعتبر أزيفيدو أن سيناريو مماثلاً «قد يتسبّب باضطرابات كُبرى للعمّال والشركات والمجتمعات (...)، وقد يحتاج ملايين العمّال إلى إيجاد وظائف جديدة». وأضاف: «من الواضح أننا لا نستطيع السماح لأنفسنا بأن نذهب في هذا الطريق»، مشدّدًا على ضرورة أن «يساهم المجتمع الدولي في تهدئة التوترات من أجل مواطنينا». وختم: «علينا تعزيز الحوار، سواء على المستوى الثنائي أو داخل منظمة التجارة العالمية». وتصاعدت الخلافات التجاريّة في الأشهر الأخيرة بين واشنطن وبكين، وكذلك بين واشنطن والأوروبيين، على وقع رسوم جمركية مشددة متبادلة.