أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    14-Jul-2017

السيارات الكهربائية حلم للشركات الألمانية وكابوس لعمالها

د ب أ
 
 عندما يتعلق الأمر بمستقبل موقع الإنتاج الرئيسي لشركة صناعة السيارات الألمانية «دايملر»، يتحدث فرانك دايس، كبير مديري مصنع الشركة الألمانية بانفعال، ويقول «الأمر أشبه بخيط رفيع بين خلق حالة من جنون العظمة والإسراف في استخدام المهدئات».
من هذا المكان حيث يوجد مصنع «مرسيدس» الرئيسي في مدينة شتوتغارت أونترتورخايم، تخرج السيارات إلى الطرقات في فجر عصر السيارات الكهربائية.
ويرأس دايس المصنع الذي يضم حوالي 19 ألف عامل ويعمل منذ أكثر من 100 سنة في صناعة السيارات. وفي هذا المكان أيضا تنتج الشركة المحركات وأنظمة نقل الحركة حيث يشعر عمال هذه الخطوط بقلق أشد من قلق زملائهم الآخرين في خطوط الإنتاج الأخرى من المصنع.
ومن الأسئلة التي تقض مضاجع هؤلاء العمال، ماذا سيحدث لنا عندما تزداد أهمية السيارات الكهربائية في حين تتفاوض الشركة بشأن خطط محددة لمستقبل مصنعهم بدون الوصول إلى نتائج محددة حتى الآن.
بالنسبة للعمال، فإن السيارات الكهربائية يمكن أن تكون نعمة ونقمة في وقت واحد. من ناحية ستساعد في ضمان مستقبل السيارات في ظل تزايد القيود على استخدام الوقود المسبب للانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري، والجدل الدائر بشأن محركات الديزل (السولار). ومن ناحية أخرى، تحتاج السيارات الكهربائية إلى مكونات تختلف عن تلك التي تحتاجها السيارات التقليدية التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي. وهذا يعني عملا أقل بالنسبة لمصانع مثل مصنع شتوتغارت أونترتورخايم.
الأمر شبه المؤكد هو أن السيارة في المستقبل ستكون كهربائية. ومع ذلك فمن غير المعروف متى يتحقق ذلك، حيث تحدث فيلي دايتس، رئيس معهد صناعة السيارات في مدينة غايسلينجن، عن «الكثير من عوامل الغموض» في المستقبل. وقال ان «الجميع يبدو كأنههم يدورون حول الضباب»، فالتغيير قادم لكن ليس في وقت قريب «نحن نتحدث عن عام 2030 أكثر مما نتحدث عن عام 2020» كتوقيت لانتشار السيارات الكهربائية.
من ناحيتها تتوقع «دايملر» أن تكون السيارات الكهربائية والسيارات الهجين (تسير بالكهرباء والبنزين) ما بين 15 و25% من إنتاج السيارات بحلول 2025 .
وتتوقع «فولكس فاغن» و»بي.إم.دبليو» أرقاما مماثلة. وتحتاج الشركات المتنافسة إلى ضخ استثمارات كبيرة وأن تكون مستعدة للتعامل مع التداعيات والتي ستؤدي إلى تغيير في وظائف التصنيع.
يقول دايس مدير المصنع أنه إذا استمر التطور في صناعة السيارات الكهربائية وفقا للتوقعات، فإن الأمر لن يعني في حالة «دايملر» وقفا سريعا لإنتاج المحركات التي تعمل بالبنزين أو بالديزل. وفي الواقع فإن عدد المحركات التقليدية التي ستنتجها الشركة عام 2025 سيكون أكبر مما تنتجه الشركة اليوم.
في الوقت نفسه، فقد يكون من المحتمل شعور عمال مصنع «أونترتورخايم» بالرضا والسعادة لأن المصنع سيحتفظ بمكانته كمصنع رئيسي في منظومة إنتاج «دايملر» حتى في عصر السيارات الكهربائية.
غير أن العمال والإدارة يواجهون معضلة، بشأن مكونات القيادة التي سيتم تصنيعها في مصنع «أونترتورخايم».
وترغب الشركة الألمانية إقامة مصنع لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية في هذا الموقع. وتمتلك الشركة بالفعل مصنعا للبطاريات في مدينة كامينتس في شرق ألمانيا، وآخر تحت الإنشاء في الصين سيبدأ الإنتاج عام 2020. وستكون إقامة مصنع للبطاريات في مدينة أونترتورخايم مكلفة. ولتعويض ارتفاع التكلفة، فإن الشركة طالبت العمال بالانضمام إلى برامج إعادة تدريب مطلوبة في أوقات فراغهم.
من ناحيته يرفض فولفغانغ نايكه، رئيس مجلس عمال دايملر، الاقتراح ويصر على ضرورة إنتاج السيارات الكهربائية في مصنع أونترتورخايم.
علاوة على ذلك، يصر على أنه لم يتم حتى الآن تحديد إطار العمل الكامل لإنتاج السيارات الكهربائية في «دايملر»، مضيفا أنه عندما يتم ذلك ستبدأ المناقشات بشأن التفاصيل المحددة.
ويبدو أن النزاع بين نايكه ومديري «دايلمر» في شتوتغارت سيتصاعد، حيث يقول ممثل العمال «نظرا لآن الشركة لم تقدم أي وعود، فإننا سنواصل زيادة الضغوط» عليها، حيث دعا العمال إلى رفض العمل في وردية الإنتاج الإضافية وذلك للمرة الثانية.
وقد واجهت «دايملر» إلغاء وردية العمل الإضافية على خط إنتاج السيارة «مرسيدس الفئة إي» وذلك للمرة الثانية أيضا.
هذه المشكلة واجهتها أيضا مجموعة «فولكس فاغن» المنافسة. فمن ناحية تستهدف المجموعة خفض النفقات بمقدار مليارات الدولارات مع إعادة هيكلة العمليات. ومن ناحية أخرى تريد المجموعة استثمار مليارات الدولارات في تطوير تقنيات جديدة.
ومن المفترض أن يحقق «ميثاق المستقبل» للشركة الهدفين. وعلى جانب قرار إطلاق خطة للأبحاث والتطوير في مجال بطاريات خلايا الوقود، هناك فرصة لتحويل مصنع المحركات في ساليتسغتر إلى مصنع لإنتاج البطاريات. ويعتزم بيرند أوسترلوه، رئيس مجلس عمال المصنع استثمار «مئات الملايين» من الدولارات لزيادة تأهيل وكفاءة العمال.
في الوقت نفسه فإن «بي.إم.دبليو» الألمانية، المنافس الرئيسي لـ»دايملر» في سوق السيارات الفارهة، تضخ استثمارات كبيرة لتطوير المزيد من طرازات السيارات الكهربائية بهدف تحسين هامش ربحية هذا القطاع. وهذا يعني إضافة المزيد من السيارات إلى مجموعة منتجاتها في هذا القطاع.
في المقابل، فإن للسيارات الكهربائية جانبها المظلم، وهو ما أدركته نقابة عمال الصناعات المعدنية والهندسية في ألمانيا «آي جي ميتال»، حيث من المتوقع خسارة عدد كبير من الوظائف في صناعة السيارات، رغم وجود فرص عمل جيدة وبخاصة للعمال ذوي التأهيل العالي. لكن ستكون هناك حدود في هذا المجال حيث قال ميشائيل بريخت، رئيس مجلس عمال «دايلمر»، إنه «ليس كل مهندس قادر على تطوير تطبيقات».