أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    08-Jun-2019

موسكو وبكين تستعرضان تقاربهما في أكبر ملتقى روسي للأعمال

  أ ف ب: احتفت روسيا أمس الجمعة بالرئيس الصيني شي جين بينغ لدى مشاركته في أكبر منتدى روسي للأعمال اغتنماه لاستعراض علاقاتهما الاقتصادية الوثيقة في مواجهة الولايات المتحدة، وسط الحرب التجارية المتصاعدة بين بكين وواشنطن.

واستُقبل شي جين بينغ بحفاوة في الكرملين لدى وصوله يوم الأربعاء الماضي إلى روسيا ووصف فلاديمير بوتين بـ»أعز أصدقائه» قبل أن يزور برفقته حديقة الحيوانات في موسكو حيث تفقد دبّي بندا أعارتهما الصين لروسيا.
وألقى الرئيس الصيني كلمة أمس الجمعة إلى جانب بوتين والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبوغ.
وعرض في كلمته «أفكار الصين الهامة على صعيد التنمية المستدامة وعزمها على العمل مع جميع الأطراف لدعم النهج التعددي».
ورأى كريس ويفر مؤسس شركة الاستشارات «ماكرو أدفايزوري» أن «المنتدى في 2019 يظهر بوضوح إلى أي مدى بات العالم ثنائي القطبية. ففي الأسبوع ذاته، يتناول الرئيس ترامب الشاي مع الملكة إليزابيث الثانية في لندن، فيما يستقبل الرئيس بوتين الرئيس شي في سان بطرسبورغ».
وترسخ التفاهم الاقتصادي بين الدولتين الشاسعتين الجارتين بشكل متواصل خلال السنوات الأخيرة، ولو أنه يبقى مائلا بقوة لصالح الصين، بموازاة تدهور العلاقات بين موسكو والغرب وفي طليعته الولايات المتحدة، على وقع أزمات متتالية.
وما عزز التقارب بين موسكو وبكين التدابير التي اتخذتها واشنطن بحق البلدين سواء بفرض عقوبات أو شن حرب تجارية.
وفيما تحتفل موسكو وبكين بمرور سبعين عاما على العلاقات الدبلوماسية بينهما، فإن هذه أول مشاركة لشي جين بينغ في المنتدى على رأس وفد من ألف شخص، بعدما عقد الرئيسان الصيني والروسي في الآونة الماضية عدة لقاءات آخرها في نهاية أبريل/نيسان.
ويبقى الاتحاد الأوروبي أول مستثمر في روسيا، متقدما بفارق كبير على الولايات المتحدة والصين. لكن في ظل التوتر الشديد بين روسيا والغرب، سجلت المبادلات التجارية بين موسكو وبكين زيادة بمعدل الربع عام 2018 لتحقق مستوى قياسيا تخطى مئة مليار دولار، حسب الكرملين. غير أن روسيا بحاجة ماسة إلى اجتذاب الاستثمارات الأجنبية، وأمس الأول ذكَّر بوتين بهذه المسألة الجوهرية بالنسبة لروسيا في وقت تشهد تباطؤا اقتصادية في مطلع العام وتراجع في شعبية الرئيس.
وكان بوتين أعلن في بداية ولايته الرابعة العام الماضي عن «مشاريع وطنية» طموحة بقيمة مئات مليارات اليورو، ويتحتم عليه الآن تمويلها بالرغم من التوتر الذي يسود أوساط الأعمال،
حيث لا يقتصر قلق المستثمرين على العقوبات، بل أنه ازداد مع الملاحقات بحق رجلي الأعمال البارزين الأمريكي مايكل كالفي وشريكه الفرنسي فيليب دلبال اللذين يترأسان «بارينغ فوستوك»، أحد أبرز صناديق الاستثمار الغربية العاملة في روسيا.
وتم توقيع عدة اتفاقات تجارية بين الصين وروسيا خلال تواجد الرئيس الصيني في بطرسبورغ، وفي طليعتها عقد شديد الرمزية بين شركة الاتصالات الروسية «إم تي إس» وعملاق الاتصالات الصيني «هواوي» التي تتهمها الولايات المتحدة بالتجسس، لتطوير شبكة تكنولوجيا الاتصالات من الجيل الخامس (جي5) في روسيا العام المقبل.
وقال تشارلز روبرتسون، رئيس قسم الاقتصاد في شركة «رونيسانس كابيتال»، ان «الصين تتأخر في فتح أبواب الاستثمارات عريضة، تريد أن تشعر بالأمان على المدى البعيد، لا تريد التسرع».
لكن الخبير يتوقع «استثمارات صينية كبرى في روسيا» خلال السنوات المقبلة، ولا سيما على شكل مشاريع في إطار خطة «طرق الحرير الجديدة» التي تنشرها بكين في العالم.
ومن بين المشاريع الكبرى التي تربط بين موسكو وبكين خط أنابيب الغاز «باور أوف سيبيريا» المشترك بين الشركة الروسية العملاقة «غازبروم» ومؤسسة البترول الوطنية الصينية «سي.إن.بي.سي»، والذي سينقل الغاز الروسي للصين اعتبارا من ديسمبر/كانون الأول 2019.
كما تملك شركتا «سي.إن.بي.سي» و»صندوق طريق الحرير» 29.9% من المشروع العملاق للغاز الطبيعي المسال «يامال» الذي تنفذه شركة «نوفاتِك» الروسية في القطب الشمالي، مقابل 20% لشركة «توتال».
وجاء في تقرير اصدره معهد الدراسات السياسية الدولية في ميلانو الشهر الماضي أن «اختلالات التوازن (بين البلدين) موجودة في جميع المجالات، لكنها واضحة بصورة خاصة في المجال الاقتصادي».
وتابع التقرير ان «إجمالي الناتج المحلي الروسي اليوم لا يتخطى إجمالي الناتج المحلي لإقليم غوانغدونغ، ونفقات روسيا الدفاعية لا تزيد عن ثلث نفقات الصين»، مستخلصا أنه «ليس من الصعب أن نرى من الطرف الغالب في هذه العلاقة».