أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Aug-2017

التقاعد المبكر والمرأة.. غنم ام غرم؟*احمد حمد الحسبان

الدستور-خلال الحلقة النقاشية التي نظمتها المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي حول التقاعد المبكر، الأسبوع الفائت، جرت مناقشات معمقة لهذا الملف من كل جوانبه، ومما يلفت النظر في تلك الجلسة المهمة ما يتعلق بالمرأة، حيث تراوحت النقاشات بين من يعتبر هذا النوع من التقاعد غنما للمرأة، وبين من يراه غرما لها، الا ان كفة النقاش كانت مائلة باتجاه اعتبار المراة خاسرة نتيجة التقاعد المبكر، وان هناك الكثير من التصورات للتوسع في اشراك المراة « ربة المنزل» في تامينات الضمان. 
 
في الجلسة، تعمقت السيدة اسمى خضر في الحديث عن الاضرار التي تلحق بالمرأة بسبب التقاعد المبكر، وقدمت» سلة» من الأفكار الجديدة ليس في مجال التقاعد المبكر فقط، وانما في كل ما يتعلق باشراك المراة في الضمان. 
 
فقد شخصت السيدة خضر إشكالية المراة فيما يخص الضمان الاجتماعي بأكثر من بعد: 
 
أولها، لجوء المراة الى برنامج» الدفعة الواحدة»، حيث تلجأ نسبة كبيرة من النساء الى الحصول على تعويض الدفعة الواحدة عند الزواج او السفر، الامر الذي يحرمها من التقاعد والأمان في مجالات كثيرة قد تتعرض لها مستقبلا، سواء عند وفاة الزوج او في حالات الطلاق او الشيخوخة وغيرها، داعية السيدات الى عدم اللجوء الى هذا البرنامج تحت اغراء مبلغ مادي يتم انفاقه سريعا، والخضوع الى معاناة طويلة جدا وفي اصعب ظروف الحياة. 
 
وثانيها: التقاعد المبكر الذي وصفته بانه يعيق التقدم الوظيفي للمراة، ولا يلبي لها متطلباتها الأساسية في مراحل صعبة من العمر، وقدمت العديد من الأمثلة التي تؤشر على ان المبلغ الذي تتقاضاه السيدة نتيجة التقاعد المبكر لا يكفي لابسط المتطلبات الأساسية لها، وأجرت مقارنة بين ما يصرف للسيدة كراتب تقاعد مبكر وبين الراتب فيما لو تاخرت في الحصول عليه. 
 
وبالتوازي، خلصت القيادية النسائية المعروفة الى ان التقاعد المبكر» يعد من العوائق التي تقف في وجه التدرج الوظيفي للمرأة».
 
وفي معرض تفصيل وجهة نظرها لهذا الملف اشارت السيدة خضر الى ان المرأة غالبا ما تلجأ إلى التقاعد المبكر» بسبب ضغط عائلي، أو بناء على قرارات إدارية تتعلق بالرغبة في أن تكون الإدارة مرتبطة بالرجل أو من خلال الإقصاء الإداري».
 
خلال الجلسة، ادلى ممثل نقابة المعلمين بوجهة نظر مخالفة، حيث اكد ان نقابته» تؤيد التقاعد المبكر للمعلمات»، واصفا ذلك بانه موقف للنقابة، ومبررا الموقف بالعسف الذي تواجهه المعلمات في عملهن، مستعرضا الكثير من « اوجه المعاناة» للمعلمة، من بينها ارتفاع نصاب الحصص، وعدم توفر متطلبات ومستلزمات اساسية في مكان العمل، وغير ذلك. 
 
وما بين التعاطف مع واقع المعلمة، والتاكيد على ضرورة توفير المتطلبات لها، تواترت التعليقات التي ترفض اعتبار التقاعد المبكر حلا لتلك الشكوى، فالمطالبة بتحسين ظروف العمل شئ، وتشجيع المراة على التقاعد المبكر شئ مختلف، وان التقاعد المبكر ليس في صالح المراة على الاطلاق. 
 
ولعل في توضيح المدير العام للمؤسسة السيدة ناديا الروابدة بان هناك فارقا ما بين» المهن الشاقة» و» المهن الخطرة»، ما يلقي الضوء على الفارق بين المهنتين، وان الحديث عن التقاعد المبكر يعني المهن الخطرة التي نص عليها القانون، ما يفيد في توجيه النقاش الى وجود الكثير من المهن الشاقة، لكنها ليست مبررا للذهاب الى التقاعد المبكر الذي يشكل ضررا على المؤسسة وعلى المتقاعد، وبالتالي على الاقتصاد الوطني باجماليته. 
 
في الجلسة ايضا، اقترحت السيدة اسمى خضر ان يكون هناك تامين الزامي لربات البيوت، وطرحت وجهة نظر تتمثل بان عمل السيدة في البيت اما ان يحقق دخلا للاسرة، او انه يوفر على الاسرة الكثير من النفقات. واعتبرت ان ذلك يعني حق المراة العاملة في المنزل ان يكون لها تامين الزامي، مع التشديد على ان المؤسسة بالاصل هي مؤسسة» تامينات» وليست مؤسسة للتقاعد. 
 
الجلسة التي استمرت لاكثر من ساعتين، كانت مثمرة في شتى جوانبها، وتستحق ان يكتب عنها اكثر من مقالة، وان يتم تحليل مضامينها،ففيها من عناصر التوعية الشئ الكثير، وصولا الى تقنين التقاعد المبكر ليكون استثناء وليس قاعدة.