أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    24-Nov-2019

دمج الأرصاد مع النقل هل يخلق معاناة للنشرة الجوية؟

 الراي- طارق الحميدي

لا يختلف اثنان بأن المؤسسات والهيئات المستقلة التي ولدت مشوهة خلال السنوات العشر الأخيرة، شكلت عنوانا للهدر المالي، والفساد الإداري والمحسوبيات، والتعيينات خارج إطار ديوان الخدمة، وخلقت حالة من الغبن عند موظفي الدولة الذين يخضعون لسلم رواتب حكومي لا يلبي الطموح والعيش الكريم.
 
وفي الوقت الذي بات من الضروري أن يتم إعادة النظر في هذه الهيئات ودمجها مع الوزارات الحكومية حسب الاختصاص بعد إجراء دراسة متأنية، إلا أن دمج هذه الهيئات يجب أن يخضع لأسس واضحة المعالم تسهم في معالجة التشوهات وتقدير دور المؤسسة، وهو ما يراه الكثيرون لا ينطبق على دائرة الأرصاد الجوية.
 
إعلان الحكومة عزمها دمج دائرة الأرصاد الجوية (200) موظف تقريباً مع وزارة النقل (60) موظفا تقريبا، طرح العديد من الأسئلة عند المواطنين وابرزها، هل اتخذ القرار بعد دراسة خصوصا ان الدائرة لا تتعدى موازنتها المليوني دينار سنويا على أقصى تقدير؟، وكيف سيكون شكل دائرة الارصاد بعد تحويلها إلى مديرية تتبع وزارة؟، وما هي الحلقات التي ستمر بها النشرة الجوية اليومية؟، ومن هم الأشخاص المخولون بالتوقيع على هذه النشرة لإصدارها؟. كما ان نشرة جوية تصدر عن مديرية في وزارة لا بد وأن تمر على سلسلة من المديرين الأعلى رتبة في ا?وزارة ومن غير الفنيين حتى تتم المصادقة عليها والسماح بنشرها، فكيف سيكون الحال عليه عند استضافة الفنيين من الدائرة على وسائل الإعلام المختلفة للحديث عن حالة جوية معينة في ظل مزاجية تخضع لها الوزارات في التصريح لوسائل الإعلام التي تعتمد على شخص الوزير الذي يستطيع منح أو منع كادر الوزارة صلاحيات التصريح لوسائل الإعلام.
 
كان من المأمول أن يتم رفد دائرة الأرصاد الجوية بمزيد من الأجهزة والمعدات والرادارات الحديثة، ودعمها فنيا وماديا، لتواكب العلم الحديث في علوم الأرصاد والتنبؤات في عصر أصبحت فيه التغيرات المناخية والأمطار الومضية المفاجئة والحالات الجوية المتطرفة هاجساً يؤرق الجميع، بعد عدة حوادث شهدتها المملكة، ومنحها صلاحيات أوسع في مجال تمكينها من إصدار دراسات فنية حول التغيرات المناخية والظواهر المقلقة، لا أن يتم تحجيمها ودمجها مع وزارة النقل تحت أي عنوان.
 
ويبدو أن المبررات الحكومية لم تكن كافية لأهل الاختصاص من خبراء وفنيين أو مديرين سابقين لدائرة الأرصاد الجوية، الذين تفاجأوا من القرار الحكومي بدمج دائرة عريقة تم إنشاؤها منذ أكثر من 60عاماً.