الراي-في الأخبار أن حكومة الدكتور هاني الملقي تجاهلت الإجابة على نصف اسئلة النواب، منذ بداية الدورة العادية.
 
معها حق إذ تتجاهل الحكومة الإجابة على أسئلة بعض النواب إن كانت على شاكلة الأندية الليلية وأماكن الترفيه والخمور و اللغة التي كتبت بها إتفاقية غاز البحر المتوسط بالعربية ام العبرية ام الانجليزية والبطاطا من منشأ إسرائيلي ومنح رئيس مجلس النواب لقب «معالي» او «دولة» والعفو العام ومقاصد السائل منه معروفة وأكثر من ذلك موقف الحكومة من الرئيس الامريكي دونالد ترامب والادارة الامريكية بمنع مواطني 7 دول من الدخول الى الولايات المتحدة، وما إذا كانت ترى أنها تستهدف الإسلام.
 
اسئلة النواب بلغت 749 سؤالا، اجابت الحكومة على 374 منها، وتجاهلت بقية الاسئلة، التي لا تقع ضمن الأسئلة الرقابية بقدر ما هي ذات أهداف إشكالية وإستعراضية شعبية وقصة النوادي الليلية والبارات والخمور في أجندة الإخوان المسلمين معروفة , فهي ذر للرماد في العيون بإزاحة النظر عن قضايا جوهرية تتقاطع مع مصالحهم فكلما ضاقوا ذرعا بشعبيتهم إتجهوا الى هذا الباب وهو قصة قديمة لم تعد تستهوي أحدا ولم تعد تثير في الرأي العام المنشغل بقضايا الإقتتال في الجوار والضائقة الإقتصادية والبطالة وهموم اللجوء ومخاطر الإرهاب الذي لم نسمع منهم تعريفا واضحا له ولا إدانة صارمة لممارسيه و لم تعد هذه الإثارة تشكل مساند يهتف لها الناس أو يعيرونها إهتماما فما بال هؤلاء يقدمونها في كل مرة بإعتبار أنها أم المعارك , ما بالهم لا يسألون عن آفة المخدرات وعن حالة الطرق وحوادث السير وضحاياها وعن الصحة والتعليم المنهار وهم في صلب التيار المهيمن على التعليم والمدارس.
 
يبدو أن الخمور ونوادي الترفيه وزي المرأة لا زالت تشكل أم القضايا في قاموس الإخوان المسلمين وهذا يذكرني بالمدخل العنيف للنائب الأول للمرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين»في مصر رشاد البيومي ، وقد إعتلت الجماعة سدة الحكم أنذاك أن القانون المصري يحرم شرب الخمور في الشارع وأن ذلك هو المنهج الذي سيتبع مع السياسة وأن الجماعة الحاكمة اليوم لن تسعى لمنع الأقباط أو السياح من شرب الخمر في الأماكن الخاصة، أن ما سيحرص عليه الإخوان تطبيق القانون في الشارع وأن تقديم الخمور في المنازل والفنادق والخمارات حرية شخصية يحمل وزرها من يرتكب إثمها، ولن يسمح بنشر الفاحشة بالطرقات العامة.
 
ويبدو أن أم القضايا ما زالت تشكل هوسا بالنسبة لقيادات الجماعة ونوابها على إمتداد الوطن العربي وحتى الدولي , ولأنها في أجندتهم أولوية يمكن ملاحظة الخلاف في الرأي بين إقليم وآخر , فبينما يتقدم فرع الجماعة في دول المغرب العربي خطوة في التناغم مع المتغيرات ومع مفهوم مدنية الدولة ويرفع لاءاته الأربعة لا لتحريم الخمر ولا لفرض الحجاب ولا لشرطة الأخلاق ولا لتقييد المهرجانات الثقافية تغرق الجماعة في مصر والأردن أكثر فأكثر في قضايا سطحية لم تحسن حتى الأن سوى إثارة الملل والتندر في أوساط الرأي العام , فهل لم يبق عندنا مشاكل سوى هذه..
 
تيار الإخوان وجبهة العمل الإسلامي مسكونان بنظرية المؤامرة فهما إن تناقصت شعبيتهما ثمة مؤامرة وراء ذلك بينما لا يتوقفان ليسألا عن أثر أدائهما ورسالتهما في ذلك ؟.
 
ملاحظة: سلفا أقول أن الحركة الإسلامية ستعتبر هذا المقال في سياق حملة تعبئة وتحشيد وتحريض ضدها مع أنني أعتقد أن الأمر لا يحتاج الى جهد تحريضي لأن تجاهلها للقضايا الأهم تكفل بذلك فعلا.