أحببت هنا أن أسجل انطباعاتي عن آخر زيارة والتي انتهت قبل عدة أيام .

من يسير في شوارع مسقط يشعر بأن هذه الشوارع بنيت بحيث تستمر لفترة طويلة جدا دون أن يصيبها الخراب أي أنه لا يوجد غش في بناء هذه الشوارع فأنت لا تجد حفرة ولو صغيرة في أحد الشوارع أو رقعة أو منهلا ولا أبالغ إذا قلت إن السائق يستطيع أن يضع فنجان القهوة على تابلو السيارة ولا يهتز .

أما الأهم من ذلك فهي الأخلاق العامة للعُمانيين وحتى للوافدين والالتزام التام بالأنظمة والقوانين ومن النادر جدا أن تسمع منبه سيارة ومن المستحيل أن يرمي أحدهم حتى عقب السيجارة من نافذة سيارته على الشارع ومن النادر جدا أن يتجاوز أي سائق على أولوية سائق آخر . 

أما ما أذهلني فهم المتنزهون من العُمانيين والوافدين الذين يؤمون الشواطئ والمناطق الخضراء أيام الجمعة والسبت وأيام العطل الرسمية فهم يذهبون مع أطفالهم وأبنائهم وعائلاتهم ويقومون بالشواء ويقضون يوما كاملا وعندما يغادرون تتمنى أن تجد ولو عقب سيجارة مكانهم أو أي نوع من أنواع النفايات إذ لا يبقون أي شيء وراءهم وهذه الملاحظة ليست ملاحظتي وحدي بل ملاحظة كل الناس من غير العُمانيين الموجودين هناك .

هذا الذي كتبته أكتبه لأننا مع الأسف في بلدنا نترك النفايات في غاباتنا وفي أماكن التنزه ونرمي النفايات في الشوارع ونقود سياراتنا بشكل مخالف لكل القوانين ولا نحترم غيرنا ونتسبب بعشرات الحوادث كل يوم وبعض هذه الحوادث قاتلة .

شواطئ مسقط شواطئ نظيفة جدا وتتمنى أن ترى أي نفايات على هذه الشواطئ ومن يمارس رياضة المشي على هذه الشواطئ يشعر بمتعة لا حدود لها من النظافة والتزام الناس بالأخلاق العامة والنظام العام .

في آخر زيارة لي مكثت هناك شهرا كاملا وكنت أتجول كثيرا في مدينة مسقط وخلال هذا الشهر لم أشهد حادث سير واحد وهذا بالطبع يدل دلالة واضحة على الإلتزام الشديد للمواطنين بالأنظمة والقوانين وعدم السرعة .

على كل حال نتمنى كل الخير لهذه الدولة الشقيقة ومزيدا من التقدم والازدهار.