أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    06-Jan-2017

البطالة تهدّد عمال المناجم الصينيين

أ ف ب
 
تلقف سكان بكين خبر إقفال منجم الفحم الأخير فيها بإيجابية، في ظل معدلات التلوث الجوي الكبيرة. لكن هذا النبأ شكّل ما يشبه النكبة للعمال في هذه المواقع، من بينهم لو شانيونغ.
 
ويقول لو الذي أمضى الجزء الأكبر من العقد الأخير في زرع متفجرات في عمق مناجم الفحم: «بالنسبة إلينا، نحن العاملين بموجب عقود موقتة، سيعطوننا بعض التعويضات قبل تسريحنا من العمل»، لكن «أحداً لن يوظف شخصاً تخطى الأربعين من العمر».
 
وأعلنت سلطات العاصمة الصينية الشهر الماضي، أن المناجم الخمسة في منطقة بكين الشاسعة ستقفل أبوابها بحلول عام 2020. في حين تجهد الصين التي تحرق نصف الفحم المستهلك في العالم، في مكافحة تلوّث الهواء والاحتباس الحراري. وبلغ استخدام مصدر الطاقة هذا الشديد التلويث، أعلى مستوياته في الصين، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة ومقرها باريس.
 
لكن خطر البطالة يتربص بالعاملين في منجم دا انشان في مينتوغو، الواقعة على بعد بضع عشرات الكيلومترات الى الغرب من العاصمة. ويسأل لو شانيونغ «ثمة عشرات الآلاف من الأشخاص يتشاركون حالتنا، لكن حتى لو توافرت الإرادة لدى الحكومة ماذا عساها تفعل من أجلنا؟»
 
وساهم عمال المناجم بدرجة كبيرة في الطفرة الاقتصادية الصينية خلال العقود الأربعة الماضية، وهم يأتون من الأرياف البعيدة للعمل في المناطق الصناعية.
 
ووصل لو من مقاطعة سيشوان على بعد ألف كيلومتر الى الجنوب الغربي من بكين، ويتقاضى شهرياً 4 آلاف يوان (575 دولاراً) لممارسة إحدى المهن الأخطر في المنجم، وتتمثل في زرع المتفجرات المستخدمة في فتح المسالك الأبعد في داخل المنشأة. وبهذا المبلغ، يدفع لو شهرياً مئتي يوان في مقابل تكاليف السكن مع زوجته وابنه البالغ 10 سنوات، في غرفة صغيرة من الطوب مع تدفئة بموقد على الفحم. ويخشى أن يكون أصيب بمرض السحار المنتشر بكثرة لدى عمال المناجم، والناجم عن تنشق جزئيات سحب الغبار الدقيقة. ويسود قلق لديه من أن يتوفى قبل التمكن من تربية ابنه. ويشير إلى أن العمال «يخضعون لكشف طبي سنوي في المنجم، لكن الإدارة لا توافينا يوماً بالنتائج».
 
وفي محيط الموقع، تنتشر على التلال المجاورة للمنجم آليات ثقيلة تابعة للموقع، يمكن التعرف إليها من خلال السحابة الرمادية الكبيرة حولها.
 
وقاد القلق العام في الصين في شأن وضع الغلاف الجوي النظام الشيوعي، إلى إعلان «الحرب على التلوث». وفي الوقت ذاته، أقفلت الحكومة شركات تابعة لها بسبب الخسائر المالية المترتبة عليها، وأعلنت تقليص القدرات الإنتاجية 250 مليون طن هذه السنة، وهو هدف تحقق في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) وفقاً لرئيس الوزراء لي كيتشيانغ.
 
وبالنسبة إلى شركة «بيجينغ كول غروب» المالكة للمناجم في محيط بكين، ستترجم عمليات الإقفال هذه تدنياً يصل إلى ستة ملايين طن في قدرات الإنتاج، و«نقل» أكثر من 11 ألف موظف متحدرين بأكثريتهم من مناطق أخرى، من دون معرفة المعنى الحقيقي لهذه الكلمة. وفي وانغبينغ، أقفل المنجم أبوابه هذه السنة فتقلص عدد السكان المقيمين في هذه القرية إلى الثلث.