أكد خبراء ومسؤولون في الشركات الاستثمارية في العالم، الذين شاركوا في «القمة العالمية للحكومات» التي اختتمت أعمالها في دبي، أن العملات الإلكترونية وفي مقدمها «بتكوين» باقية، على رغم انخفاضها الحاد مع غيرها من العملات الرقمية منذ مطلع هذه السنة.

 

وأشاروا إلى أن «الدليل على فرض العملات الإلكترونية ذاتها على الأسواق في العالم، هو أن قيمة تدوالها تجاوز 400 بليون دولار»، وفق ما أوضح رئيس مؤسسة «نيم» كيان لون وونغ.

 

لكن، لم ينكر الخبراء أن الرهان على بقاء هذه العملات، يعتمد في شكل أساس على تشريع هذه العملات ووضع أطر قانونية تنظم تداولها، حتى لا تكون عرضة للتحايل، وتستخدم في أغراض مشبوهه.

 

ولفتوا إلى ضرورة إيجاد قوانين وتشريعات دولية لحوكمة هذا القطاع، وإخضاعه لها وإكسابه مزيداً من الشفافية والحصانة ضد عمليات التلاعب والاختراق التي قد يتعرض لها.

 

وقال رئيس بورصة كركان للعملات الرقمية جيسي باول لـ «الحياة»، إن مستقبل هذه العملات «قد يشهد دفعة قوية في ضوء توجه عدد من الحكومات في العالم نحو إصدار عملات إلكترونية محلية للتداول، إضافة إلى العملات الإلكترونية الموجودة بالفعل ويتم تداولها بين المصارف والدول». ورجح أن «تصدر دول العالم عملة رقمية دولية موحدة، من دون أن يلغي ذلك التداول بالعملات الحكومية العادية».

 

وطمأن باول المستثمرين إلى أن «التراجع الحاد في سعر «بتكوين» والعملات الإلكترونية الأخرى، هي حركة تصحيح بعد الارتفاعات الكبيرة التي شهدها القطاع». والدليل على ذلك أن «أساسيات التداول لم تتغير حيث لا يزال هناك 21 مليون «بتكوين» في العالم».

 

وعزا باول سبب التراجع الحاد في العملات الإلكترونية، إلى أن «أكثر من 70 في المئة من المستثمرين في هذه العملات هم من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً، والذين لجأوا إلى المضاربة سعياً وراء الثراء السريع، وليس الاستثمار الطويل الأجل». وقال «أعتقد أن ما حدث هو مجرد تصحيح، ونحن معتادون على انخفاض سعر «بتكوين» لفترة ثم معاودة الارتفاع السريع، إذ هناك أرباح تتحقق كل يوم والناس ترى في هذه الأرباح فرصة لزيادة الاستثمار بالعملات الرقمية». ورجّح رئيس مجموعة «اليبسيس» لورانس وينترماير، أن «تشهد العملات الرقمية زخماً خلال السنوات المقبلة في ظل وجود اقتصادات تحقق نسب نمو سريعة، وفي ظل التوجه الكبير نحو التجارة والحكومة الإلكترونيتين، ودخول التطبيقات الذكية في تفاصيل الحياة اليومية».