أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-Jun-2022

رؤية التحديث الاقتصادي ومنظومة التعليم*ايهاب العابودي

 الدستور

بتوجيهات وضمانات ورعاية ملكية سامية تم إطلاق رؤية تحديث الاقتصادي، الرؤية العابرة للحكومات والتي ترسم خارطة الطريق وتعد نقطة تحول لإقتصاد ونهضة أردننا الغالي، ونحن على أعتاب مئوية الدولة الثانية. رؤية عنوانها إطلاق الإمكانات لبناء المستقبل، ولدور التعليم و أهمية تطويره كانت جزءاً أصيلاً من هذه الرؤية. فلم تعد اليوم هذه المسألة محل جدل لدى الجميع حول العالم، بل أن الدول المتقدمة تضع التعليم قي أولوية برامجها وسياستها.
 
ومن يراقب مخرجات العملية التعليمية لدينا حتماً سيلمس تراجعاً بالمستوى والكفاءة، ولا يمكن أن يتم التركيز على عناصر مخرجات التعليم دون العودة للخلل والثغرات بعناصر مدخلات العملية التعليمة والتي تبدأ بالمعلم الذي يتوجب أن يخضع لدورات تنمي قدراته الفكرية والنفسية وقابليته على تفهم المتعلمين ونقل خبرته لهم بشكل سلس وتحليه بالقيم والسلوكيات الحميدة، ويشترط فيها إجتيازه لعدة امتحانات قبل دخوله للقاعات الصفية. ومن بعدها المتابعة بعدة دورات تكون إلزامية بنفس النهج، والتقييم المستمر والمساءلة والمحاسبة.لنصل لمرحلة يستغني فيها الطالب عن المعلم الخصوصي و مراكز التقوية الخاصة.
 
وثاني العناصر هو الطالب، الذي يجب تهيئة بيئة تنمي قدراته ومواهبه لتجعل منه عنصراً قادراً على المساهمة في تطوير مستقبل بلده، ومساعدته على اكتشاف مواهبه، واستغلال طاقاته بأفضل شكل ممكن والتعلم أكثر وتحقيق النتائج الجيدة. ونظامنا الحالي المبني علىالروتين القاتل في عملية التعليم، وتجليه بنظام الدرجات والاختبارات الموحده، يحصر اهتمام الطالب بجمع العلامات دون سواها،وهنا يكمن الخلل.
 
والعنصر الآخر هو المؤسسة التعليمية و المدرسة، التي يقع على عاتقها الاعتماد على منهج قياسي نموذجي يعمل على رؤية قدرات وإمكانيات كل طفل وطالب ومراعاة ذلك في التعليم من خلال توظيف كل طالب حسب موهبته وقدراته، وتوفير البيئة التعليمية السليمة لكل من المدرس والطالب، من تجهيزات ومرافق ووسائل تعليمية حديثة، وتفعيل النشاطات اللامنهجية مثل مسابقات قراءة الكتب والفنون بأشكالها وغيرها، وعدم اهمال مشاركة أولياء الامور واشراكهم بالإطلاع على استراتيجيات التعليم بالمدرسة وعقد الإجتماعات الدورية بينهم وبين الإدارة و هيئة التدريس والإستفادة من التغذية الراجعة منهم.
 
والعنصر الأخير المهم هو المنهج التعليمي، الذي لابد أن يتوفر فيه كل الظروف المؤدية لتكوين الشخصية والفكر والهوية ومساعدة الطالب على اكتشاف ذاته وميوله، فذلك سيمنح الطلبة إحساساً بالثقة بالنفس وتحمل المسؤولية وسيرشدهم لإختيار الطريق الصحيح لمسقبلهم. مع ضرورة التخفيف من النصوص الأكاديمية والكلام النظري البحت، أي التخلي عن نظام حشو المعلومات لفهمها واستيعابها.
 
وأكاد أن أجزم بأنه لن تنجح أي خطة للرقي بالتعليم بوجود فجوة أو تقصير من قبل أي عنصر من العناصر أعلاه. هذه العناصر تحتاج لإدارة حصيفة حازمة تضمن عملها سوياً وبشكل متسلسل ومتناغم لضمان مخرجاتها. ولن نحصل على مخرجات ناجعة دون رقابة على تطبيق الأنظمة والخطط والتقيم المستمر للأداء وتقيم النتائج وتعديل الخطط إن لزم الأمر، والتحفيز والعقاب للمقصر.