اقرأوا التاريخ.. فالعلاقات الاردنية السعودية علاقات ضاربة جذورها في عمق التاريخ، ساقها كما جذورها راسخة وأغصانها ممتدة في سماء الحاضر والمستقبل، ثمارها زكية وأوراقها نضرة يتفيأ تحت ظلالها ابناء وبنات المملكتين : المملكة الاردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية.

 

محطات الماضي متعددة لا ينكرها الا جاحد وشواهد الحاضر ظاهرة للعيان من خلال علاقات مشتركة ومتوافقة في العديد من القضايا السياسية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية التي بذلت وتبذل من اجلها المملكتان كل جهد في سبيل استعادة الحق الفلسطيني.

 

اضافة الى المواقف المشتركة في مختلف قضايا الاقليم والعالم وحفظ أمن وأمان المنطقة ومحاربة الارهاب والدفاع عن قضايا الامتين العربية والاسلامية.

 

من هنا ندرك تماما أهمية زيارة صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الى الاردن في توقيت تطفو فيه على السطح قضايا سياسية واقتصادية مهمة للغاية على صعيد الاقليم والعالم، الأمر الذي يتطلب مزيدا من التنسيق والتعاون في سبيل تحقيق الاهداف المشتركة.

 

زيارة تأتي في ظل لقاءات وتحركات سياسية في المنطقة قبيل القمة التي تستضيفها المملكة العربية السعودية بعد أسابيع بمشاركة جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري ورئيس الوزراء العراقي وقادة دول مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس الامريكي جو بايدن.

 

زيارة سمو الامير محمد بن سلمان الى الاردن من المتوقع أن تعزّز الاستثمارات السعودية في الاردن من خلال الوفد الاقتصادي والتجاري الرسمي والخاص المرافق لسموه من خلال لقاءات مع اشقائهم الأردنيين، خصوصا والاردن والمنطقة مقبلان على مشاريع استثمارية كبرى، للسعودية فيها نصيب الاسد، وقد تم منذ ايام التوقيع في عمّان على اتفاقية استثمار وتطوير بين صندوق الاستثمار الأردني وشركة الصندوق السعودي الأردني للاستثمار لتنفيذ مشروع استثماري في قطاع الرعاية الصحية بحجم استثمار (400 مليون دولار امريكي ).

 

ترجمة العلاقات الاردنية السعودية على الصعيد الاقتصادي تعززها أرقام تشرح نفسها وتترجم تلك العلاقات الوطيدة على صعيد القطاعين العام والخاص والتي لا بد من استعراض رقمي سريع لجانب منها يغني عن كثير من الشرح، مع التأكيد دوما على ان الطموح أكبر من ذلك لأن العلاقات الاردنية السعودية «غير «:

 

1 - أولا ..لا بد من الاشارة الى ان المملكة العربية السعودية كان لها الدور الاكبر في المنحة الخليجية التي قدّمت للأردن في العام 2012 باجمالي 5 مليارات دولار أو ما يعادل 3.5 مليار دينار موزعة على 5 سنوات، وقد التزمت المملكة العربية السعودية مشكورة بحصتها المقدمة الى الاردن ( 1.25 مليار دولار).

 

2 - في نيسان الماضي 2022 أعلنت وزارة التخطيط والتعاون الدولي وسفارة المملكة العربية السعودية في عمان، عن تحويل الشريحة الرابعة البالغة قيمتها 50 مليون دولار، والتي تأتي كجزء من المنحة التي قدمتها السعودية للأردن لدعم الموازنة العامة بقيمة 250 مليون دولارعلى مدى 5 سنوات (2018-2022) ضمن إطار مخرجات قمة مكة المكرمة.

 

3 - دور كبير لعبه الصندوق السعودي للتنمية بدعم تنفيذ المشاريع التنموية في مختلف القطاعات ذات الأولوية، حيث قدم الصندوق قروضا ميسرة خلال السنوات الماضية، من خلال تمويل 19 مشروعا ذات أولوية اقتصادية واجتماعية بلغت قيمتها حوالي 545 مليون دولار خلال الفترة (1975-2021)، وتوزعت المشاريع على قطاعات البنية التحتية، والمشاريع الاجتماعية كالصحة والتعليم، والمياه، والطاقة إضافة إلى دور الصندوق في إدارة المنح المقدمة من الحكومة السعودية للأردن.

 

4 - الاستثمارات السعودية تعتبر إحدى أعلى نسب الاستثمارات الخارجية في المملكة الاردنية الهاشمية بقيمة تتجاوز( 12 مليار دولار)، موزعة على قطاعات النقل والبنية التحتية والطاقة والقطاع المالي والتجاري والإنشاءات والسياحة.

 

5 - التبادل التجاري بين البلدين وصل عام 2021 الى نحو (4.2 مليار دولار) حيث بلغت قيمة الصادرات الاردنية الى السعودية خلال 2021 حوالي(1) مليار دولار وقيمة الصادرات السعودية للاردن( 3.2 مليار دولار) خلال نفس العام.

 

خلاصة القول فإن زيارة سمو الامير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى الاردن عنوان لمرحلة جديدة نحو مزيد من تدعيم العلاقات الاردنية السعودية المشتركة في كافة المجالات.