أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    12-Feb-2020

استشراف مستقبل الحكومات*عبد اللطيف العواملة

 الدستور

استشراف المستقبل ليس التنبؤ به وحسب بل اكثر من ذلك. فبينما يكون التنبؤ محاولة معرفة ما ستؤول اليه الامور في مجال معين كالتكنولوجيا مثلا، فان استشراف المستقبل هو التأثير فيه عن طريق دعم توجهات معينة من الان تؤدي الى حصول نتائج مرغوبة. فمثلا قد يكون التوجه العالمي نحو استخدام السيارات ذاتية القيادة، وهو كذلك، فتقوم الحكومة من الان بالاستعداد عن طريق تهيئة البنية التحتية في كل طريق او شارع جديد والبدء في التفكير في القوانين والسياسات الواجب تعديلها للمواءمة المستقبلية، كالتأمين مثلا.
تقوم الحكومات حول العالم بمحاولات جادة لاستشراف المستقبل في كل مجال تقريبا ومعرفة التوجهات العالمية لها وذلك من اجل تهئية الظروف الملائمة اما لاستغلال الفرص او مواجهة التحديات. العملية علمية ومنهجية وليست كالتننجيم او العرافة. وقد شكلت الدول هيئات ولجان او حتى في بعضها وزارات تعنى بهذه الدراسات وتقديم النصح والمشورة لمؤسسات الدولة وقطاعاتها الرئيسية.
الاتجاهات الكبرى حول العالم واضحة وعلى رأسها استخدامات اوسع للتكنولوجيا في كل مجال، والتوجه نحو الطاقة النظيفة والاقتصاد الاخضر المبنى على اعادة التدوير لجميع المواد، ارتفاع كبير في متوسط العمر وما له من انعكاسات هائلة على شكل التقاعد والرعاية الصحية، تركيز اكبر على المهارات بدلا من الشهادات العلمية، والفروقات الكبيرة في اجيال ما بعد الالفية عن ما قبلها من حيث انماط الحياة. كل هذه وغيرها من التوجهات المتوقع حدوثها خلال الخمسين عاما القادمة ستشكل قفزات هائلة في قطاعات الحياة الرئيسية كالتعليم والصحة والنقل والعمل والاسكان اضافة الى تغييرات جوهرية في طريقة تفكير الناس وقيمهم وانماط حياتهم.
معظم الحكومات لا زالت غير جاهزة للتعامل مع المستقبل ولكن الكثير منها قد بدأ. قد تكون نقطة البداية هي تشكيل مجالس للمستقبل في القطاعات الحيوية من باحثين وصناع سياسات بمشاركة من الحكومة والقطاع الخاص لتشكيل صورة مستقبلية يمكن التعامل معها. قال الرئيس الاميريكي ابراهام لنكولن ان افضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي ان تصنعه.